Sekolah Kebijaksanaan
مدرسة الحكمة
Genre-genre
31
وكل منها تمثل درجة من المشاهدة، تظل ترتفع إلى السلم الصاعد حتى تبلغ درجة الاتحاد مع المشاهد، وتصل إلى ما يعبر عنه هذا التعبير المحير الغريب حين يقول: إنها هي المشاهدة التي لا تشاهد أو الرؤية التي لا ترى ...
يبدأ أفلوطين من أدنى الدرجات على السلم الصاعد إلى الواحد فيبين أن جوهر الطبيعة الخلاقة (فيزيس) هو المشاهدة، إن عملية الخلق المبدعة التي لا تفتأ الطبيعة تمارسها في كل لحظة لا يمكن تفسيرها على أساس آلي: «ولكن على الإنسان أن يستبعد العمل بالروافع من عملية الخلق في الطبيعة؛ إذ كيف يستطيع الدفع والضغط أن يبدع هذه الألوان والأشكال البهيجة المتعددة.»
32
ليست الطبيعة إذن كالعامل اليدوي الذي يصنع شيئا بآلاته وأدواته، وهي لا تخلق الأشياء بعد إمعان في التفكير لتؤلف بينها بعد ذلك في وحدة شاملة، بل الأولى أن يقال: إن الكل هو الذي يسبق الأجزاء في عملية الخلق الطبيعية: «الطبيعة تبدأ من الأصل وليست في حاجة إلى التفكير.»
33
مبدأ الفعل الخلاق في الطبيعة إذن قوة مبدعة، باقية قادرة على التكوين والتشكيل، تخرج الكليات والأشكال المشاهدة فيها إلى الوجود، هذه القوة الخلاقة هي التي يسميها أفلوطين في بعض الأحيان باللوجوس (كلمة - معنى - عقل)، ويرى أن جوهرها هو الرؤية والمشاهدة، «والآن فبقدر ما تخلق (أي القوى الطبيعية) على الدوام، وتظل متماسكة في نفسها، وبقدر ما هي لوجوس؛ فإن من الممكن أن تكون هي نفسها مشاهدة»،
34
هذه القوة المبدعة التي تفيض فيضا مستمرا هي في رأي أفلوطين مبدأ كل حياة، وسر كل وجود، وهذا السر هو الذي يسميه بالرؤية أو المشاهدة.
ومع أن الطبيعة تعمل في صمت، فإن أفلوطين يحاول أن يهدينا إلى سرها العظيم - لا أن يفسره - فيجعلها تتحدث عن نفسها فتقول:
Halaman tidak diketahui