Sekolah Kebijaksanaan
مدرسة الحكمة
Genre-genre
ولكن هل تذكر الآن أن السعادة هي غاية كل فعل إنساني، وأن السعادة هي الخير نفسه، ومن يسعى إلى السعادة يسعى إلى الخير، يتفق في ذلك الأخيار والأشرار على السواء؟ وهل بقي لديك شك في أن من يبلغ الخير يصبح خيرا، وأن الأشرار الذين يصلون إليه لا يمكن أن يظلوا أشرارا؟ وإذا كان كلاهما يسعى إلى الخير، فيبلغه الأخيار ويعجز عنه الأشرار، ألا يتضح من ذلك أن أولئك أقوياء وهؤلاء لا يملكون القوة؟ إن الخير الأسمى ماثل أمام الأخيار والأشرار، يسعى إليه الأولون بما فطروا عليه من استعداد طبيعي لممارسة الفضيلة، بينما يحاول الأشرار أن يبلغوه عن طريق شهواتهم، أعني عن غير الطريق الذي رسمته الطبيعة لممارسة الأفعال. ألا ترى مدى ضعف أصحاب الرذيلة، هؤلاء الذين لا يملكون القدرة على بلوغ ما تقودهم إليه الفطرة، لا بل تدفعهم الطبيعة إليه؟ وإذا عرفت أن الخير الأسمى هو آخر ما يمكن أن يسعى إليه الإنسان، ألا توافقني على أن من يصل إليه هو أعظم الناس وأقواهم إرادة؟ وأن من يعرف طريق الفضيلة ويتنكبه إلى طريق الرذيلة هو أضعفهم وأشدهم عجزا؟ لا بل تستطيع أن تقول: إن من يتعامون عن الهدف الوحيد لكل ما هو موجود، لا يثبتون عجزهم فحسب، بل يثبتون كذلك عدم وجودهم، وقد يدهشك أن أصف الأشرار - وهم أغلبية الناس - بأنهم غير موجودين؛ ذلك أنني لا أنكر أنهم أشرار، ولكني أنكر أنهم موجودون؛ لأنني أحب أن أحتفظ بهذه الصفة لكل ما يحافظ على طبيعته، أعني لكل ما يسعى إلى الخير. قد تحتج بقولك: إن الأشرار يملكون مع ذلك الغلبة والبأس، ولست أنكر ذلك، ولكنني أراه صادرا عن الضعف لا عن القوة، كما أرى أنهم لا يأتون الشر إلا لعجزهم عن فعل الخير. ولما كان الشر عدما كما اتفقنا من قبل، وكان لا يسعهم إلا اقترافه، فهم في الحقيقة لا يقدرون على شيء، أعني لا يقدرون إلا على العدم، فالقدرة على فعل الشر ليست في الواقع إلا ضعفا؛ لأن القدرة الحقيقية تكمن في فعل الخير والسعي إلى قمة القوة والسعادة جميعا، ألا وهو الخير الأسمى، وما من جزاء للخيرين أعظم من الخير نفسه، فالخير هو السعادة، والسعداء الحقيقيون هم «الإلهيون»، فبقدر ما يكف الإنسان عن فعل الخير، بقدر ما يكف عن الوجود نفسه، وبقدر ما يشارك في الخير، تزداد مشاركته في الكمال الإلهي.
يكفي أن الله - وهو خالق الأشياء جميعا - ينظم كل شيء حين يوجهه إلى الخير، وأنه يرضيه أن يتشبه به المخلوق بقدر طاقته، أما الشر الذي يحزنك أمره، فلو دققت النظر وحاولت أن تراه بمنظار العناية الإلهية لما وجدت له أثرا على الأرض، ولعرفت أن كل ما يصيب الإنسان من قدر فهو خير، سواء في ذلك أكان عقابا للمسيء أو جزاء للمحسن.
أنت يا من سرت قدما على طريق الفضيلة، إن قدرك في يدك، فتمسك بالتوسط والاعتدال، ولا تكف عن صراع القدر، حتى لا تخذلك المصائب أو تفسدك الملذات، ومهما يبد لك القدر قاسيا، فسوف ينفعك في الحالين، إن عاقبك عرفت العدل، وإن كافأك بلغت الخير، بذلك تعود إلى وطنك المضيء الذي حدثتك عنه، وتجد العزاء عن هذا الظلم الذي حاق بك، لا بل تعرف أنه ليس ظلما ذلك الذي ارتفع بك إلى العدل، وسما بك فوق الشر الموقوت إلى سماء الخير الأبدي.
وحوار ولقاء
لوحة رفائيل
شخصيات اللوحة
الصف العلوي: «جماعة تفككت»: 48، 47، 46، 45، 44، 43، 39، 38، 37، 31، 28، 24، 23، 22، 20، 19، 16، 15، 14.
يمين 30، 29 شمال.
17، 18، 21 «جماعة في طريقها للتكوين». «جماعة سقراط على درجات السلم»:
42، 41، 40
Halaman tidak diketahui