وسنة 1766م جاء زحلة السيد أغناطيوس جوهر بطريرك الروم الكاثوليك، ونزل ضيفا على المطران أفتيموس فاضل المعلولي في الدار الأسقفية، وكان قاصدا زيارة بعلبك بصفة بطريركية، فلم يتمكن من ذلك؛ لأن الأمير حيدر الحرفوشي حاكمها كان قد أخبره المطران فيلبس أسقف بعلبك أنه ليس ببطريرك فعدل عن ذلك.
وفيها توفي القس بروكوبيوس الحكيم الراهب الشويري في صليما يوم عيد ميلاد العذراء في 14 أيلول، وكان كثيرا ما يطبب بزحلة وغيرها بارعا بصناعته، وكان فن الطب إذ ذاك منحصرا بالرهبان وببعض الخاصة.
وسنة 1767م ضبط الأمير حيدر الحرفوشي دير السيدة في رأس بعلبك وضايق بعض رهبانه، ففروا إلى دير النبي إلياس الطوق في زحلة، وأخبروا بما حدث لهم، فذهب بعض رهبان زحلة إلى الأمير بشير اللمعي في برمانا وكان هذا الأمير مشهورا بسطوته ونفوذ كلمته، فأرسل معتمده إلى الأمير الحرفوشي المذكور في بعلبك، فأصلح ذات البين وعادت مياه الراحة إلى مجاريها، ورجع بعض الرهبان إلى دير سيدة الراس.
وفي هذه السنة توفي المطران أفتيموس المذكور، مطران الفرزل وزحلة في قرية القريعة من البقاع، ودفن في دير المخلص، وهو أول أسقف سكن زحلة، ومنه ابتدأت سلسلة أساقفتها وبقي على كرسيها أربعا وأربعين سنة أسقفا؛ لأنه سيم عليها سنة 1724م، وكان من كهنة البطريرك كيرللس طاناس أقام أولا في الفرزل، ثم نقل إلى زحلة سنة 1727م كما مر آنفا. وهو من بني إسكندر في معلولا من جبل القلمون، فحضر إليه أخوه إلى زحلة وبقيت سلالته فيها، وهم إلى الآن بقرب دير الآباء اليسوعيين يلقبون ببني المطران (راجع «دواني القطوف») وحضر هذا الأسقف سنة 1736م مجمع دير المخلص الذي عقده البطريرك كيرللس المشار إليه، لاتحاد الرهبانيتين الشويرية
32
والمخلصية.
33
وكان عدد الأساقفة فيه عشرة مع رئيسي الرهبانيتين العامين، ولكنه لم يتوفق إلى اتحادهما، وكان هذا الأسقف من حزب السيد أغناطيوس جوهر، ثم خضع في هذه السنة للسيد ثاودوسيوس الدهان.
وسنة 1769 في شهر تموز جاء زحلة البطريرك ثاودوسيوس الدهان الكاثوليكي، قادما إليها من بيروت، وحل في دير النبي إلياس نحو أربعة أشهر. ففض بعض مشاكل الرهبان ورتب لهم نظاما جديدا. وسر بعمران زحلة وترقيها، وفيها حضر من حلب جبرائيل بن الغضبان شقيق إلياس الغضبان، فمكث مدة في دير النبي أشعيا للرهبنة الحناوية، ثم جاء زحلة فقضى مدة طويلة في دير النبي إلياس.
وفيها أسست الرهبنة البلدية المارونية
Halaman tidak diketahui