Bandar Malaikat

Yusuf Idris d. 1412 AH
66

Bandar Malaikat

مدينة الملائكة

Genre-genre

صناعة العقول

وعن عمد تدار صناعة العقول في ألمانيا.

بعد عصر الثقافة الألمانية الذهبي، بظهور الرأسماليين وبيوت الاحتكار، بدأ عصر صناعة العقل الألماني بطريقة تخدم تماما هؤلاء السادة الجدد، ولكي تصنع العقل على هواك لا بد أولا أن تعزله عن العالم، وهكذا نشأت بدعة احتقار لغات الآخرين والإصرار على الألمانية، ثم تطعيم الشعب ضد الثقافة، وهكذا نشأت أيضا بدعة تحسس المسدس إذا ذكرت الثقافة وبدعة حرق الكتب، في الواقع بدعة إخفاء الحقائق عن الشعب يدركون جيدا أنه مولع بها وأنها إن وجدت لن يصدق غيرها.

إخفاء الحقائق من ناحية وإدخال صناعة جديدة اسمها صناعة صنع الحقائق.

والأمر ليس مجرد ألفاظ، والمسائل هناك لا يأخذونها هزلا، إن تصنيع الحقائق شيء مختلف تماما عما تعودناه من «فبركتها» هنا، أن نصنع حقيقة كاللؤلؤة الصناعية مستحيل أن يميزها عن الطبيعية إلا إنسان ذو مستوى خاص، عمل صعب، وإذا عدنا لتاريخ صنع «حقيقة صناعية» كحكاية سيادة الجنس الآري لوجدنا أن الإتقان في تزييفها بلغ درجة تكاد ترفعها إلى مستوى الحقائق العلمية، واليهود أعرف الناس بالألمان، واليهود كانوا قد وضعوا عيونهم على ألمانيا ما بعد هتلر. إن الألمان في نظرهم الشعب المثالي لتحقيق أهدافهم هم من ألمانيا؛ الألماني مثالي لأن قدرته على العمل وجنونه بإتقانه تحتم نجاح أي صناعة أو نظام يقوم على أرض ألمانيا، الألماني مثالي لأنه ينتمي لشعب خرج من الحرب بمخ مغسول من آثار الثقافة؛ أي الحقيقة الحقة، أصلح تربة لتربية الحقائق المصنوعة، بل حتى صالح أيضا لتربية العقد ومركبات الذنب الصناعية.

كان مطلوبا أن تصنع تركيبة نفسية تجعل شعبا بأكمله يحيا أعواما طويلة ولا يزال يحيا، وقد استولت عليه تماما عقدة أنه أذنب، وقد عولج ضميره بحيث أصبح لا يرضى أبدا إلا إذا كان إرضاؤه على هيئة نقود أو صناعة أو أي شيء يقدم لإسرائيل.

ولكي تنجح الخطة كان لا بد من «كادر» يهودي كامل ينفذها، كان لا بد من إمساك كل الخيوط التي تحرك الرأي العام وتصنعه بأيديهم هم.

وكانت الحكومة الألمانية تدفع لكل يهودي ألماني يعود إلى ألمانيا بعد الحرب كذا ألف مارك تعويضا له، غير التعويض الهائل الذي رصدته الحكومة لإسرائيل.

ونما الرأسمال الألماني في أحضان رأسماليين عتاة يهود؛ خبرة الألمان وطاقاتهم ودولارات أمريكا وناب اليهود الذكي الأزرق.

وبينما اليابان تنمو وتتوسع، كانت ألمانيا أيضا وبسرعة مذهلة تمضي حتى لتصل إلى درجة أصبحت البنوك الألمانية ترفض أن تودع فيها النقود كدولارات، إنما تشترط أن تكون العملة المودعة بالمارك.

Halaman tidak diketahui