Madina Fadila Cabr Tarikh

Catiyat Abu Sucud d. 1450 AH
173

Madina Fadila Cabr Tarikh

المدينة الفاضلة عبر التاريخ

Genre-genre

قلت: «نعم أوافقك، لا سيما إذا فكرت في الأمر من تلك الناحية ...»

قال الرجل العجوز: «ومع هذا يجب عليك أن تفهم أنه عندما يرتكب أي حادث عنف، فإننا نتوقع من المعتدي أن يقدم أي تعويض ممكن، كما أنه هو نفسه يتوقع ذلك. ولكن فكر مرة أخرى فيما إذا كان التدمير أو إيقاع الأذى الشديد بإنسان غلبه الغضب أو الجنون في لحظة معينة يمكن أن يكون فيه أي تعويض للمجتمع. ألا ترى أن هذا سيكون بالتأكيد إساءة أخرى له؟»

قلت: «ولكن افترض أن هذا الإنسان قد تعود على العنف، وأنه مثلا يقتل إنسانا كل عام.»

قال: «إن مثل هذه الحالة غير معروفة. وفي مجتمع لا يوجد به عقاب حتى نتجنبه، ولا قانون يمارس قهره علينا، لا بد أن يؤدي العدوان إلى الندم.»

قلت: «وحالات العنف التي تقل عن ذلك، كيف تتعاملون معها؟ لأننا فيما أعتقد قد تكلمنا من قبل عن مآس فظيعة.»

قال هاموند: «إذا لم يكن المذنب مريضا ولا مجنونا (وفي هذه الحالة يجب أن يتم التحفظ عليه حتى يشفى من مرضه أو جنونه) فمن الواضح أن الشعور بالحزن والإذلال سيلاحقانه بسبب فعلته، والمجتمع بصفة عامة سيوضح له هذا إذا تصادف أن كان غبيا لا يفهم، أضف إلى هذا أنه لا بد أن يتبع هذا نوع من التعويض - أو اعتراف صريح على أقل تقدير - بأنه يشعر بالحزن والخزي. فهل يصعب عليه أن يعترف يا جار ؟ ربما يكون هذا أمرا صعبا. فليكن كذلك.»

قلت: «أتعتقد أن هذا كاف؟»

قال: «أعتقد هذا. ثم إن هذا هو كل شيء يمكننا عمله. ولو أضفنا إليه تعذيب الرجل، لحولنا حزنه إلى غضب، وجعلناه يستعيض عن الإذلال والخزي اللذين كان من الممكن أن يشعر بهما بسبب فعلته، بالأمل في الانتقام من إيذائنا له. سوف يحس عندئذ أنه قد نفذ العقوبة القانونية، وأن بإمكانه أن يذهب ويرتكب الخطأ مرة أخرى وهو مستريح. فهل نرتكب مثل هذه الحماقة؟ تذكر أن المسيح قد ألغى العقوبة القانونية قبل أن يقول: «اذهب ولا ترتكب الخطيئة مرة أخرى». ولا تنس أنك لن تجد في المجتمع الذي حقق المساواة بين الجميع أي فرد يقبل أن يؤدي دور المعذب أو السجان، وإن وجدت الكثيرين على استعداد للقيام بدور الممرضة أو الطبيب.»

قلت: «أتعتبر الجريمة إذن مجرد مرض عصبي لا يتطلب إجراءات وقوانين جنائية للتعامل معه؟»

قال: «هذا قول جميل، وما دمنا، كما قلت لك، شعبا يتمتع بالصحة بصفة عامة ، فلا داعي لأن نشغل أنفسنا بهذا المرض.»

Halaman tidak diketahui