وذلك ككون النار بردًا وسلامًا على إبراهيم عليه السلام ، وكانقلاب العصا حية لموسى ، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الميت بإذن الله لعيسى، وكانشقاق القمر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وقد ثبت الانشقاق في القرآن والسنة وفي أمر واقعي :

أ - أما القرآن ، ففي قوله تعالى: ﴿اقتربت الساعةُ وانشق القمر . وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ﴾ .

ب - وأما السنة، فقد أخرج الشيخان والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( انشق القمر على عهد رسول الله بشقتين ، فقال عليه السلام : اشهدوا ) وفي رواية أخرى : (إن ذلك كان بمنى) .

ج - وأما الأمر الواقعي ، فقد ذكرت جريدة الإنسان التي كانت تصدر بالآستانة ( القسطنطينية ) : حاصلها أنه عثر في ممالك الصين على بناء قديم مكتوب عليه أنه بني عام كذا الذي وقع فيه حادث سماوي عظيم ، وهو انشقاق القمر نصفين ، فحرر الحساب فوافق سنة انشقاقه لسيدنا رسول الله ، فينبغي لمن فيه مُسكة من عقل أن لا يرتاب في شيء مما ثبت في الشريعة المطهرة . اهـ حمزة فتح الله .

الفرق بين النبي والرسول :

فالنبي : إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه : كالعزير ولقمان والخضر وذي القرنين ، على اختلاف بين نبوتهم وولايتهم .

فإن أمر بالتبليغ كان نبيًا ورسولاً : كسيدنا محمد عليه السلام حيث قال تعالى في سورة الأحزاب آية ٤ : ﴿ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسولَ اللهِ وخاتم النبيين، وكان الله بكل شيء عليما ﴾ .

فالأنبياء لا يعلم عددهم على التحقيق إلا الله تعالى ، وكذلك عدد الرسل ، وأما خبر ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل الرسول عليه السلام عن عدد الأنبياء والرسل ، فأجابه: بأن عدد الأنبياء (١٢٤ ) ألفًا، وأن الرسل منهم (٣١٣) رسولاً، فهو خبر آحاد يفيد الظن فقط لا اليقين ، لقوله تعالى في سورة النساء آية ١٦٣ ، ١٦٤ : ﴿ رسلاً قد قصصناهم عليك من قبلُ ورسلاً لم تَقْصُصْهم عليك وكلّم اللهُ موسى