============================================================
ال الحمد في الدنيا والآخرة ، هدى العباد بالإيمان إلى سبيل الرشاد ، ووفقهم في الطاعات لما هو أنفع زاد في المعاد، وتفرد بعلم الغيوب، فعلم من كل عبد إضماره كما علم تصريحه، يسبح له ما في السماوات والأرض، والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه، الذي شرف دين الإسلام وعظمه، وقضى بالسعادة الأبدية لمن انتحاه وتيممه، وفضله على كل شيء سبقه، وعلى كل دين تقدمه، فنصره وخذها، وأشاده وأخملها، ورفعه ووضعها وطده وضعضعها، وأبى آن يقبل دينا سواه من الأولين والآخرين، فقالا عالى وهو أصدق القائلين: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (1).
وشهد به لنفسه، وأشهد به ملائكته وأولو العلم: قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم* إن الدين عند الله الإسلام)(2) .
ولما ارتضاه لعباده وأتم عليهم به نعمته وأكمله لهم، وأظهره على الدين كله وأوضحه إيضاحا مبينا، فقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (3).
(1) سورة آل عمران (الآية: 85) وقال ابن كثير في تفسيرها: أي من سلك طريقا سوى ما شرعه الله، فلن بقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: اهن عهل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد1.
(2) سورة آل عمران الآية (18، 19) .
(3) سورة المائدة (الآية : 3) وقال ابن كثير في تفسيره : هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى غيره ولا إلى بي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، وهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعته الى الانس والجن فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حسرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا
Halaman 51