============================================================
أنزل كتابا عزيزا: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد(1).
أسعد به أمته، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله: {ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا هم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون(2).
وأهان الشرك وأهله ووضعهم وصغرهم وقمعهم وخذهم وتبرا منهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وقال سبحانه: قاتلوا الذين لا يؤمنون ل ا ا ا ا ل ل ا لو ه (1) سورة فصلت (الآية: 42) .
(2) سورة آل عمران (الآية: 110) .
(3) سورة التوبة (الآية : 29) وقال ابن كثير في تفسيره : هذه الآية الكريمة أول الأمر بقتال أهل الكتاب بعد ما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجا، واستقامت جزيرة العرب، أمر الله رسوله بقتال أهل ال الكتابين اليهود والنصارى ، وكان ذلك في سنة تسع ولهذا بحهز رسول لله صلى الله عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك ، وأظهره لهم، وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم، فأوعبوا معه، واجتمع من المقاتلة نحو من ثلاثين ألفا، وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم، وكان ذلك في عام جدب ووقت قيظ وحر، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنزل بها وأقام بها قريبا من عشرين يوما ثم استخار الله في الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق ال الحال وضعف الناس .... وقوله : حتى يعطوا الجزية أي: إن لم يسلموا عن يدهه أي: عن قهرهم وغلبة: وهم صاغرون} أي: ذليلون حقيرون مهانون؛ فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة، ولا رفعهم على المسلمين بل هم اذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
Halaman 43