إل برهمي يدًا أو عصًا ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه في غضب فدعت رجله (١)، وإذا هم أحد من المنبوذين أن يجالس برهميًا فعلى الملك أن يكوي إسته وينفيه من البلاد (٢)، وأما إذا مسه بيد أو سبه فيقتلع لسانه، وإذا ادعى أنه يعلمه سقي زيتًا فائرًا (٣)، وكفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة سواء (٤) ".
مركز المرأة في المجتمع الهندي:
وقد نزلت النساء في هذا المجتمع منزلة الإماء (٥)، وكان الرجل قد يخسر امرأته في القمار، وكان في بعض الأحيان للمرأة عدة أزواج (٦) فإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج، وتكون هدف الإهانات والتجريح، وكانت أمة بيت زوجها المتوفى وخادم الأحماء وقد تحرق نفسها على إثر وفاة زوجها تفاديًا من عذاب الحياة وشقاء الدنيا. وهكذا صارت هذه البلاد المخصبة أرضًا وعقولًا، وهذه الأمة- التي وصفها بعض مؤرخي العرب بكونها معدن الحكمة وينبوع العدل والسياسة وأهل الأحلام الراجحة والآراء الفاضلة (٧) لبعد عهدها عن الدين الصحيح وضياع مصادره وتحريف رجال الدين وإمعان الناس في القياس والتخمين واتباع هوى النفوس ونزعات الشهوات.. أصبحت هذه البلاد مسرحًا للجهل الفاضح والوثنية الوضيعة والقسوة الهمجية والجور الاجتماعي الذي ليس له مثيل في الأمم ولا نظير في التاريخ.
العرب: خصائصهم ومواهبهم:
أما العرب فقد امتازوا بين أمم العالم وشعوبه في العصر الجاهلي بأخلاق
_________
(١) أيضًا.
(٢) الباب الثامن.
(٣) منوشاستر
(٤) R. C. Dutt ٣٤٢ - ٣٤٣.
(٥) اقرأ استهلال قصة مها بهارات (الملحمة الهندية الكبرى) .
(٦) R. C. Dutt ٣٣١.
(٧) صاعد الأندلسي م ٤٦٢، طبقات الأمم ص ١١.
1 / 53