مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
وقد كان لهذه القصيدة صدى في أكثر العصور الأدبية عند العرب، ويكفي أن نعرف أن ياقوتا حين ترجم لابن لنكك البصري ذكر من أخباره أنه كان يروي قصيدة دعبل التي مطلعها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ... ... ... ...
كأن رواية تلك القصيدة من مناقب الرجال.
وكان المأمون لإعجابه ببراعة دعبل في تلك التائية يتمنى أن يسمعها من الشاعر نفسه، فتلطف لإحضار دعبل، فلما دخل وسلم عليه تبسم في وجهه، ثم قال أنشدني:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فجزع دعبل، فقال له المأمون: لك الأمان فلا تخف! وقد رويتها ولكني أحب سماعها من فيك، فأنشده إياها إلى آخرها، والمأمون يبكي حتى أخضل لحيته بدمعه.
وكان أهل البيت يطربون لتلك القصيدة ويرون فيها العزاء عما أصابهم من الفواجع، وقد حدث دعبل قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقال لي: أنشدني شيئا مما أحدثت، فأنشدته:
Halaman tidak diketahui