Macqul dan La Macqul dalam Warisan Pemikiran Kita

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
87

Macqul dan La Macqul dalam Warisan Pemikiran Kita

المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري

Genre-genre

إن منطق الذين يقولون إن العبرة باللفظ ينتهي بنا إلى أن تكون مفردات الكلمة الواحدة (أي حروفها) ذات جمال في ذاتها؛ إذ من هذه المفردات يتكون المجموع، فإن قال قائل: لا، بل إني أزعم الفصاحة للكلمة مجموعة لا لحروفها مفردة، كان كالذي «يزعم أن ها هنا غزلا إذا نسج منه ثوب كان أحمر، وإذا فرق ونظر إليه خيطا لم تكن فيه حمرة أصلا» (ص293).

إذا اتفقنا على أن الاستعارة تضفي جمالا على اللفظ المستعار، أفلا يكون الأساس هو في المعنى المستفاد، ما دام جرس الكلمة لم يتغير في حالة استعارتها، عنه في حالة استعمالها على الحقيقة؟ (ص293). «إنه لا يتصور أن يتعلق الفكر بمعاني الكلم أفرادا ومجردة من معاني النحو، فلا يقوم في وهم، ولا يصح في عقل، أن يتفكر متفكر في معنى فعل من غير أن يريد إعماله في اسم، ولا أن يتفكر في معنى اسم من غير أن يريد إعمال فعل فيه وجعله فاعلا له، أو مفعولا ... [أو غير ذلك من الحالات] وإن أردت أن ترى ذلك عيانا فاعمد إلى أي كلام شئت، وأزل أجزاءه عن مواضعها، وضعها وضعا يمتنع معه دخول شيء من معاني النحو فيها، فقل: «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» «من نبك قفا حبيب ذكرى منزل» ثم انظر: هل يتعلق منك فكر بمعنى كلمة منها؟» (ص294).

الوحدة الفنية إنما تكون في تكامل الصورة الذهنية، على الرغم من أن التعبير عن هذه الصورة الواحدة المتكاملة الأجزاء يكون بعده ... ألفاظ يرص بعضها إلى جوار بعض، خذ مثلا الصورة التي يرسمها بشار بالبيت القائل: «كأن مثار النقع ...» إن ألفاظ البيت تتعاون معا على رسم صورة واحدة، لكن ذلك لا يجعل منها لفظا واحدا. ومعنى ذلك هو أن «النظم يكون في معاني الكلم دون ألفاظها، وأن نظمها هو توخي معاني النحو فيها» (ص297).

إنه بالنسبة للمتكلم يجيء ترتيب المعاني أولا ثم الألفاظ ثانيا، وأما بالنسبة للسامع، فترتيب اللفظ يأتي أولا ثم المعاني ثانيا - وحديثنا ينصب على واضع الكلام لا على سامعه، حين نقول بأولوية المعنى على اللفظ (ص299).

ولو كانت الألفاظ تتقدم على المعاني «لكانت أسامي الأشياء قد وضعت قبل أن عرفت الأشياء، وقبل أن كانت» (ص300).

تلك خلاصة وافية للوقفة العقلية التي وقفها عبد القاهر الجرجاني، فإذا كانت سياحتنا هذه التي نسوح بها في أرجاء التراث الفكري، تريد أن تتصيد من ذلك التراث وقفات يمكن نقلها إلى عصرنا، لا لتكون موضع فخر فحسب، بل لتكون كذلك جزءا حيا من حياتنا الفكرية المعاصرة، فأحسب أن وقفة الجرجاني هذه هي من أنفس ما نعود به.

الفصل السادس

الكوكب الدري

44

كان القرنان التاسع والعاشر الميلاديان، وما بعدهما بقليل، هما الدرة الساطعة على طريق تراثنا الفكري، لا لأنه لم يكن قبلهما شيء ولم يأت بعدهما شيء، كلا؛ فلقد شهدنا في طريق رحلتنا الثقافية التي نرصد خطاها في هذا الكتاب، وقبل أن نبلغهما، ضروبا من التفكير القوي الخصيب المثمر، لا سيما في ميادين اللغة والنحو، وتحليل الأحكام الشرعية عندما استثيرت عقول المفكرين بمواقف كانت تقتضي إصدار الحكم في شأن من أخطأ خطيئة صغرى أو خطيئة كبرى، وسوف نشهد بعد هذين القرنين كذلك ضروبا أخرى من التفكير القوي الخصيب المثمر، لكن ما قبل هذين القرنين - فيما نتصور في حدود علمنا المحدود - إنما كان تمهيدا لهما، وما بعد هذين القرنين كان لهما كالصدى والأثر.

Halaman tidak diketahui