Macqul dan La Macqul dalam Warisan Pemikiran Kita
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
Genre-genre
فلما وصل هذا الكتاب إلى الزبير سر به، وأعلم به طلحة، فلم يشكا في إخلاص النصيحة من معاوية، وعزما على أن يخرجا على علي بعد أن كانا بايعاه، ولم تمض أيام حتى جاء الرجلان إلى علي يطلبان منه أن يوليهما بعض أعماله، فأمهلهما علي حتى يرى ماذا هو صانع، فعاد الرجلان مرة أخرى إلى علي يستأذنانه في العمرة، فأدرك أمير المؤمنين ما ينطويان عليه من خديعة، وقال لهما: ما العمرة تريدان.
فحلفا له بالله أنهما ما يريدان غير العمرة.
فقال لهما: ما العمرة تريدان، وإنما تريدان الغدرة ونكث البيعة! فحلفا بالله ما الخلاف عليه، وما نكث بيعة يريدان؛ فما يريدان إلا السفر لأداء العمرة.
فقال لهما: فأعيدا البيعة لي ثانية.
فأعادها بأشد ما يكون من الأيمان والمواثيق.
فأذن لهما، فلما خرجا من عنده، قال لمن كان حاضرا: والله لا ترونها إلا في فتنة يقتتلان فيها.
وقد صدقت فراسته فيهما؛ إذ إنهما إذ هما في طريقهما إلى مكة، لم يلقيا أحدا إلا وقالا له: ليس لعلي في أعناقنا بيعة، وإنما بايعناه مكرهين.
وسار الزبير وطلحة من مكة - ومعهما عائشة - يريدون البصرة، ولقيهم أمير المؤمنين هناك في معركة سميت بمعركة الجمل؛ لأن أم المؤمنين عائشة كانت في هودجها على ظهر جملها، تشارك في مقاتلة علي وصحبه، ويساندهم جميعا فريق من أهل البصرة، ولقد قيل في وصف المعركة: كانت الرماح يوم الجمل قد أشرعتها الرجال بعضها في صدور بعض، كأنها آجام القصب، وقيل: كانت الرءوس تقطع عن الكواهل، والأيدي تطيح من المعاصم، وأمعاء البطن تندلق من الأجواف، وهم حول الجمل كالجراد الثابتة لا تتحلحل ولا تتزلزل، حتى لقد صرخ علي بأعلى صوته: ويلكم! اعقروا الجمل؛ فإنه شيطان! اعقروه وإلا فنيت العرب! لا يزال السيف قائما وراكعا حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض!
فصمد رجال علي للجمل حتى عقروه، فسقط وله رغاء شديد، فلما ترك كانت الهزيمة.
كان فريق من أهل البصرة مع عائشة وصاحبيها طلحة والزبير، وكان رجال علي من أهل الكوفة، فلما انقشعت الواقعة عن هزيمة الأولين، أخذ الفريقان يتعارضان بأراجيز الشعر!
Halaman tidak diketahui