282 (15) علاء الدين كي قباد الثاني بن قرامرز بن كي كاوس
697 إلى 699
وهذه الدولة السلجوقية هي التي نشرت النسل التركي في أرجاء الأناضولي. وقد ظلت قائمة في سلطانها موالية للدولة «الإيلخانية». وعاش ملوك السلجوقيين الذين ولوا الحكم من بعد غياث الدين كيخسرو الثاني ينصبون ويعزلون بعهود الملوك الإيلخانيين. حتى إذا ولي الملك علاء الدين كي قباد الثاني بن قرامرز بن كي كاوس خلع طاعة الإيلخانيين، فأقبل عليه جيش غازان محمود بن أرغون، فهزمه واعتقله في سجنه، وكان ذلك آخر العهد بالدولة السلجوقية الرومية، وبقيت آثارها من بعدها تدل على مجد مؤثل وأيام طيبة.
ولما احتاز الإيلخانيون سيواس رأى السلطان أبو سعيد وهو آخر ملوكهم أن ينفذ إلى سيواس واليا من أرومتهم، فاختار لها الأمير الشيخ حسن بن الأمير حسين بن آق بوغا بن إيلكان بن جلاير. والشيخ حسن هذا هو ابن أخت أرغون خان. وكان ذلك في عام 730. ثم توفي السلطان أبو سعيد ولم يترك عقبا يرث ملكه، وقام أمراء المملكة يقتسمونها بينهم، فنهض الأمير الشيخ حسن والي سيواس متوجها إلى العراق وأصلاهم حربا بعد حرب وأقام الدولة «الإيلكانية» أو «الجلايرية». وكان استخلف على سيواس حين خرج في غزوته الأمير «أرتنا» وهو من أمراء الجغتاي، فأحبه الناس وأخلصوا له، وكان ذا رأي وسياسة، فضم توقاد وقيصرية وأرزنجان وبايبورد إلى مملكة جعل سيواس عاصمتها، ثم ولي الحكم بعده ابنه «محمد أرتنا»، ثم تلاه حفيده علاء الدين بن محمد، فدام حكمهم نحو ثلاثة وخمسين عاما. ولما توفي علاء الدين خطب أمه، وكانت أيما، رجل من متغلبي الطوائف الجنكيزية ومن علماء التركمان اسمه أحمد برهان الدين، وكان قاضيا على أرزنجان، فبات حاكما على سيواس وما يليها.
ويروى أن قرة عثمان وهو أحد رؤساء التركمان كان مخيما بمشتى سيواس عام 793، وأبى أن يدفع الخراج الذي كان يدفعه من قبل، فسار إليه القاضي برهان الدين في جنوده وانجلى القتال عن قتل القاضي، وقبره لا يزال على مقربة من شمالي سيواس، وله شرح سماه الترجيح على أحد الكتب العربية المسمى التلويح. وفي إبانات ذلك أخذ السلطان «ييلديرم بايزيد» العثماني سيواس وأصبحت ولاية عثمانية، فجعل ابنه الأمير أرطغرل بك واليا عليها وجعل «مصطفى بك مالقوج» محافظا لها.
فلما كان عام 803 أقبل تيمورلنك التاتاري في خيله ورجله يطأ العروش ويعبث بالتيجان ويقلب البلاد ويستطير الحصون، فأناخ بكلكله على سيواس، وإنها لفي روق شبابها ورونق جدتها، فصدمها صدمة قلعت منها الأبواب ودكت الحصون وكادت أن تميد الرواسي. ولقد احتال في فتح المعاقل حيلا لا تخطر على فؤاد بشر. وكانت الجنود التي بها دافعت دفاعا أذهله، فلما صاروا في يده قال: ليس من الرأي أن يترك هؤلاء الشجعان. فأمر بهم فضربت أعناقهم. وقد التجأ إليه أكثر من الستة آلاف من الصبيان يستأمنون وعلى جباههم المصاحف، فأمر بهم فداستهم سنابك الخيل وهو ناظر، ثم اتصل به أن بسيواس جماعة من الكسالى، فقتلهم عن بكرة أبيهم، وقال: إن الكسل مرض لا تؤمن عدواه، وينبغي أن تطهر الأرض ممن ضني به. وحين فرغ من قتل الناس وثلج بدمائهم صدره صرخ بجنده أن يوسعوا المدينة تخريبا، فما رحل عنها إلا وهي أطلال وأهلها أرمام.
ثم طار هذا الخبر إلى السلطان ييلديرم بايزيد، وعلم أن ابنه الأمير أرطغرل بك قتل في تلك الوقعة، فسار بجيشه يريد تيمور، وإنه لفي سفره وقد خرج وحده ذات يوم يبترد بالنسيم إذا راعي غنم ينفخ قصبة له، فهاجت لوعته وأن فؤاده والتفت إلى الراعي فقال: «أعد أيها الراعي أعد، أثكلت ابنا مثل طغرل؟ أم انهد لك ركن مثل سيواس؟» وحين التقى ييلديرم بايزيد بتيمور، وغلبت كثرة التاتار على شجاعة العثمانيين؛ وقع السلطان العثماني وفني جنوده قتلا.
ثم امتلك أنقاض سيواس أحد أمراء الأكراد واسمه مزيد بك، وكان السلطان محمد خان جلبي فتح توقاد، فسير بايزيد باشا على مزيد بك، فحاربه وأتى السلطان به أسيرا. ولقد أعجب السلطان بشجاعته وعقله، فعفا عنه وجعله واليا على سيواس على شريطة أن يعمرها ويستعيد رونقها، فتجددت المدينة في عثمانيتها، ودامت كذلك إلى يومنا هذا.
لقد حرن القلم وتجددت الشجون، فأرجو القارئ أن يقيلني من الاستمرار؛ تلك خطوب لا أقدر أن أتولى وصفها إلا مستعرا.
أسماء الولاة والمتصرفين الذين ولوا سيواس منذ عام 1198 بعد الهجرة.
Halaman tidak diketahui