يبدو لي أن نقف من هذه المسألة عند هذا الحد، فلقد جاد الرجل علي بمفاخر جديدة، لبستها لبسة بهيجة أمام العالمين. ولا يهون على نفسي أن تعرى وشيكا منها، بل يجدر بي أن أستمر على لبسها زمنا وهي في رونقها.
لادي مكبث :
أكان سكران ذلك الأمل الذي داخلك حينا، أم نام بعد ذلك، حتى إذا صحا بدا شاحبا كمدا، كأنه يشعر بصغره، دون عظم القصد الذي أقدم عليه؟ إن عقيدتي بعد الآن في حبك لا تزيد شيئا عما اعتقدته في مضائك. أتخشى أن تسمو أفعالك إلى رتبة آمالك ... أتريد أن تملك ما تعده زينة الحياة الدنيا، من غير أن ترقى في خاصة نفسك من مكانة الجبان، الذي يدفعه الأمل، ويمنعه الوجل، كذلك السنور الذي قيل إنه يحب الماء ويكره البلل؟
مكبث :
أرجو ألا تزيدي، أنا أجرأ على ما يليق بالرجل أن يعمله، فمن جرؤ على أكثر فليس برجل.
لادي مكبث :
إن كان هذا كل أمرك، فما البلاهة التي حدتك على إبلاغي هذه النية؟ تلك نية حين عقدتها كنت رجلا، فلو أنفذتها وسما قدرك إلى أوج العلياء لما ازددت إلا رجولية ... منذ هنيهة لم تكن الفرصة ولا الساعة بمسعدتين لك على ما ابتغيت فأقدمت على إيجادهما، لتحقيق إربتك، أما الآن وقد سنحتا بلا إبطاء فإن مشيئتك لتهي. لقد وضعت فأرضعت، فعرفت كيف تحنو الأم على الطفل العالق بثدييها. فوحقك لو عاهدت نفسي على مثل ما عاهدت عليه نفسك، لانتزعت رضيعي عن نهدي إذ هو باسم يرنو إلي، وهشمت رأسه قبل أن أحنث.
مكبث :
لكن ما حالنا إذا لم نفلح؟
لادي مكبث :
Halaman tidak diketahui