مثلكم من عذر. كنت أنقب في دماغي المضطرب عن بعض المنسيات. يا سيدي سأنقش ذكرى جميلكما في سجل أعيد عليه نظري كل يوم. هلموا نلق الملك. (إلى بنكو) تفكر فيما جرى حتى إذا نضج الرأي وجمعتنا فرصة سانحة تكاشفنا بما تكنه القلوب.
بنكو :
ذلك إليك.
مكبث :
والآن حسبنا ما كان، تعالوا يا أصدقائي. (يبتعدون)
المشهد الثاني
قصر أنفرس، لادي مكبث (تقرأ كتابا.)
لادي مكبث :
لا أسأم قراءة هذا الكتاب: «لقيتهن وأيقنت بعد اختبار أنهن صادقات، وأنهن يعلمن ما لا يعلم الناس، فلما استزدتهن بيانا توارين في الهواء، نبأنني أنني أكون غطريفا «لكودور» فتم لي ذلك على أثر اجتماعي بهن؛ إذ جاءني رسل الملك ببشرى هذا المنصب، وتنبأن أيضا عن المستقبل، فقلن لي: سلام يا من سيكون ملكا، فلم أجد بدا من إبلاغ هذين الأمرين إلى خليلتي المحبوبة قسيمة مجدي مخافة التباطؤ عنها بما لها من الحصة في المسرة العتيدة، وفي المنصة السنية الموعودة، فإذا عرفت ذلك فاطويه في السريرة، وعليك السلام.» أنت غطريف «جلاميس» وغطريف «كودور»، وستكون ما ذكرت المتنبئات. غير أنني لا آمن عليك طبعك، فإن فيه من لبن الشفقة ما يردك عن طلب غايتك. من أقوم طريق، تتمنى العلياء، وفيك مطمع، غير أنك فاقد المكر الذي يوصل إلى العلياء، مرمى نظرك بعيد، إلا أنك تبغي إدراكه من أطهر المسالك، تأنف أن تستبيح ما حرم من وسائل الالتماس، ولكن لا تأنف من كسب غير المحلل، قلبك مولع بالحصول على تلك النعمة التي تناديك: «هذا مأخذي فخذني.» بيد أنك تخشى مباشرة الفعل الذي يؤدي إلى ذلك الربح، ولو فعله غيرك لما ساءك، فتعال لأفرغ في أذنك الحماسة والشجاعة، تعال لأزيل ببأس لساني ضعف نفسك، وأبدد الوساوس الدنيئة التي تعوق يدك عن غصب الإكليل الذهبي، الذي تريد المقادير إرادة ظاهرة أن تضعه على جبهتك. (يدخل الخادم.)
الخادم :
Halaman tidak diketahui