Abu al-Ala al-Ma'arri Zawbat al-Duhur
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
Genre-genre
إني لأعجب ممن يقول:
تحطمنا الأيام حتى كأننا
زجاج ولكن لا يعاد له سبك
ثم يدعو الناس إلى ترك أطايب الدنيا.
إن الفلسفة العلائية ترى كل ما على الأرض ضلالا وباطلا، ثم لا ترجو معادا، أليس هذا منتهى العجب؟
أنطقته بمزاعمه غريزته الموءودة؛ فجسمه مقبرة عواطف ترجو الحياة، فولد تساميه تشاؤما ويأسا، بل صاحت هامته: «اسقوني»، فقدم لها زاده الفلسفي المعفن.
شبع سليمان من لذائذ دنياه وأطايبها فقال لنا بعد أن مسح فمه: «باطل الأباطيل وكل شيء باطل.» ولكن هذا قالها ولم يذق من حلاوة دنياه غير التين، كما زعموا.
لا تصدق ذلك؛ فأبو العلاء عرف جميع ملاذ الدنيا، وذاق ضروب حلاوتها كلها إلا الخمرة.
إن أعجب فأعجب من أعميين هما الضدان اللذان لا يجتمعان: أبو معاذ، أكمه البصرة، الشره، القرم إلى الأحمرين، الخمر واللحم، وأبو العلاء، ضرير المعرة وهو بحق صائم الدهر:
أنا صائم طول الحياة وإنما
Halaman tidak diketahui