Ma'arij al-Quds
معارج القدس
Penerbit
دار الآفاق الجديدة
Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٩٧٥
Lokasi Penerbit
بيروت
أُمَّهَات الْفَضَائِل
الْفَضَائِل وان كَانَت كَثِيرَة فيجمعها أَربع تَشْمَل شعبها وأنواعها وَهِي الْحِكْمَة والشجاعة والعفة وَالْعَدَالَة
فالحكمة فَضِيلَة الْقُوَّة الْعَقْلِيَّة والشجاعة فَضِيلَة الْقُوَّة الغضبية والعفة فَضِيلَة الْقُوَّة الشهوية وَالْعَدَالَة عبارَة عَن وُقُوع هَذِه القوى على التَّرْتِيب الْوَاجِب فِيهَا فبها تتمّ جَمِيع الْأُمُور وَلذَلِك قيل بِالْعَدْلِ قَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض فلنشرح هَذِه الْأُمَّهَات وَمَا يتَوَلَّد مِنْهَا وينطوي من الْأَنْوَاع تحتهَا
أما الْحِكْمَة فنعني بهَا مَا عظمها الله تَعَالَى فِي قَوْله ﴿وَمن يُؤْت الْحِكْمَة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا﴾ وَمَا أَرَادَهُ رَسُول الله ﷺ حَيْثُ قَالَ الْحِكْمَة ضَالَّة الْمُؤمن وَهِي منسوبة إِلَى الْقُوَّة الْعَقْلِيَّة وَقد عرفت فِيمَا سبق ان للنَّفس قوتين إِحْدَاهمَا تلِي جِهَة فَوق وَهِي الَّتِي بهَا تتلقى حقائق الْعُلُوم الْكُلية الضرورية والنظرية من الْمَلأ الْأَعْلَى وَهِي الْعُلُوم اليقينية الصادقة أزلا وأبدا لَا تخْتَلف باخْتلَاف الْأَعْصَار والأمم كَالْعلمِ بِاللَّه تَعَالَى وَصِفَاته وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وأصناف خلقه وتدبيره لملكه وملكوته وأحوال الإبداء والإعادة خلقا وأمرا وأحوال الْمعَاد من السَّعَادَة والشقاوة وعَلى الْجُمْلَة جَمِيع حقائق الْعُلُوم
1 / 85