45

Ma'arij al-Quds

معارج القدس

Penerbit

دار الآفاق الجديدة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٩٧٥

Lokasi Penerbit

بيروت

كثير من الْأَشْيَاء على مَا سيتلى عَلَيْك وَقد يكون عائقا عَن كثير من الاشياء وَذَلِكَ إِذا أكبت على الشَّهَوَات وَمُقْتَضى صِفَات الْبدن واشتغلت بالحواس الظَّاهِرَة والباطنة السُّؤَال الثَّانِي فان قيل قد قيل إِن النَّفس إِذا حصلت فِيهَا الصُّورَة المعقولة لَا يبطل استعدادها وَمَعْلُوم أَن الاستعداد مَعَ حُصُول الصُّورَة بِالْفِعْلِ لَا يَجْتَمِعَانِ قُلْنَا هَذَا نوع مغالطة وعماية فان الاستعداد انما يكون بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا لم يحصل لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا حصل وَمَا يحصل لنا من المعقولات غير متناه وَلَا يحصل دفْعَة مَا دَامَت النَّفس مَشْغُولَة بِالْبدنِ أَو بِمَا صحبها من عوارض الْبدن بل انما يحصل بِقدر مَا يكْتَسب وبقدر مَا يفِيض عَلَيْهَا من هِدَايَة الله وأنوار رَحمته نعم قد تكون النَّفس فِي الاستفاضة والاستعداد مُخْتَلفَة فَنَفْس كَأَنَّهُ زَيْت يضيء وَلَو لم تمسسه نَار فَتَطلع على جلايا من المعقولات غير محصورة دفْعَة وَاحِدَة فَيكون الْفَيْض بِهِ متواصلا متواليا متواترا غير مَفْقُود وَأُخْرَى لَهُ تفكر كثيرا لَا يرجع الْفِكر عَلَيْهِ برادة واخرى متوسطة بَينهمَا وَفِي تِلْكَ الأوساط تفَاوت وأعداد ومراتب لَا تحصى وفيهَا يتَفَاوَت النَّاس رفْعَة ودرجة وَعزا وذكرا وقربا من الله تَعَالَى السُّؤَال الثَّالِث فَإِن قيل مَعْلُوم إِن النَّفس انما تطلع على المعقولات بِوَاسِطَة ملك يُسمى عقلا يفِيض مِنْهُ المعقولات على النَّفس البشرية وَهِي انما تتصل بِهِ بِوَاسِطَة مطالعة الصُّور فِي الخيال أَعنِي الْفِكر وَالنَّظَر وترتيب الْمُقدمَات بَعْضهَا على بعض وَهَذَا انما يكون إِذا كَانَ الْجِسْم والخيال بَاقِيا فَإِذا تعطل الخيال بِالْمَوْتِ فَكيف تتصل

1 / 64