Maraj Amal
معارج الآمال لنور الدين السالمي- حسب الكتب
Genre-genre
واحتجوا على ذلك بقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم...}، قالوا: فقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا...} جملة شرطية، شرط فيها القيام إلى الصلاة، والجزاء الأمر بالغسل، والمعلق على الشيء بحرف الشرط عدم عند عدم الشرط، فهذا يقتضي أن الأمر بالوضوء تبع للأمر بالصلاة.
وقال آخرون: المقصود من الوضوء الطهارة، والطهارة مقصودة بذاتها بدليل القرآن والخبر.
أما القرآن: فقوله تعالى في آخر الآية: {ولكن يريد ليطهركم}.
وأما الحديث: فقوله عليه الصلاة والسلام: «بني الدين على النظافة»، وقال: «أمتي غر محجلون من آثار الوضوء يوم القيامة».
ولأن الأخبار الكثيرة واردة في كون الوضوء سببا لغفران الذنوب، والله أعلم.
المسألة الثالثة: [في وجوب الوضوء لكل صلاة]
قال الفخر: قال داود: يجب الوضوء لكل صلاة. وقال أكثر الفقهاء: لا يجب.
احتج داود بقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم...}، ووجه احتجاجه بها من وجهين:
أحدهما: أن ظاهر لفظ الآية يدل على ذلك، فإن قوله: {إذا قمتم إلى الصلاة} إما أن يكون المراد منه قياما واحدا وصلاة واحدة، فيكون المراد منه الخصوص، أو يكون المراد منه العموم، والأول باطل لوجوه:
- أحدها: أنه على هذا التقدير تصير الآية مجملة؛ لأن تعيين تلك المرة غير مذكور في الآية، وحمل الآية على الإجمال إخراج لها عن الفائدة، وذلك خلاف الأصل.
Halaman 32