وفي مساء آخر، ظننت نفسي أفعل خيرا إذ أصطحب إلى المسرح الفرنسي امرأة طيبة كانت وفية لنا، لكنها لم تكن مثقفة. وبقيت عدة أيام أشرح لها «أندروماك
Andromaque » التي كنا سنراها بلا جدوى؛ إذ لم تكد تتمكن من احتمال متابعة المشهدين الأولين، ثم نامت بعدهما. لكن ذلك لم يمنعني من التحدث مطولا مع طه عن «مادلين روش
Madeleine Roch » و«دوماكس
Demax » و«سوزان دولفير
Suzanne Delvar »، وجميعهم فنانون كان طه يعرفهم ويعجب بهم بدرجات مختلفة.
وأطوف في زقاق «شوازول
Choiseul »، وأسير بتؤدة أمام مكتبة «لومير
Lemerre »، وأمر أمام مقهى الكاردينال حيث كنا ننظر إلى زخرفته، وأتخيل أحاديثنا وإعجابنا وحماسنا. لم أكن لأظن أنه كان بوسعنا التحاب إذا ما وضعنا في ميزان واحد المرارة والكراهية، وما زلت أومن بذلك الآن.
وظهرت مرة أخرى النبوءة القائلة بوشك نهاية العالم. وكنت أرتاب في ذلك، لكنني كتبت إلى طه أنني سأكون يائسة إذا ما توجب علي أن أموت بعيدا عنه وإن موتي معه بدا لي مصيرا مشتهى. وتلمس قلبي عذوبة الأمسيات الصيفية القديمة، وابن خلدون،
86
Halaman tidak diketahui