Makamah Tansis
معاهدة التنصيص
Penyiasat
محمد محيي الدين عبد الحميد
Penerbit
عالم الكتب
Lokasi Penerbit
بيروت
(إِذا متحن الدُّنيا لَبيبٌ تَكشَّفَتْ ... لهُ عَنْ عَدُوٍّ فِي ثِيابِ صَديِقِ) // الطَّوِيل //
وَالْبَيْت الأول ينظر إِلَى قَول امْرِئ الْقَيْس
(فَبعضَ اللَّومِ عَاذِلتي فإِنِّي ... سَيكفيني التَّجاربُ وَانْتسَابي)
(إِلى عِرْقِ الثرى وَشجَتْ عُرُوقي ... وَهذا الْموتُ يَسلبني شَبَابِي) // الوافر //
وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة لرجل من أهل الْبَصْرَة أَنْشدني لأبي نواسكم فَأَنْشد
(مَا هَوى إلاَّ لَهُ سَبَب ... يَبتدِى مِنهُ وَينشعبُ) // المديد //
فَقَالَ سُفْيَان آمَنت بِاللَّه الَّذِي خلقه
وَاجْتمعَ أَبُو نواس مَعَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف فِي مجْلِس فَقَامَ الْعَبَّاس فِي حَاجَة فَسئلَ أَبُو نواس عَن رَأْيه فِيهِ وَفِي شعره فَقَالَ لَهو أرق من الْوَهم وأنفذ من الْفَهم وأمضي من السهْم ثمَّ عَاد الْعَبَّاس وَقَامَ أَبُو نواس كَذَلِك فَسئلَ الْعَبَّاس عَنهُ وَعَن رَأْيه فِيهِ وَفِي شعره فَقَالَ إِنَّه لأقر للعين من وصل بعد هجر ووفاء بعد غدر وإنجاز وعد بعد يأس فَلَمَّا صَارا إِلَى النَّبِيذ أعلم كل وَاحِد قَول الآخر فِيهِ فَقَالَ أَبُو نواس
(إِذَا ارْتدتَ فَتى الْكاس ... فَلا تَعدلْ بِعباس)
(فَنعَم المرْءُ إنْ أرْضعتَ ... يَومًا درة الكاس) // الهزج //
فَقَالَ الْعَبَّاس
(إِذَا نازعتَ صَفَو الكاس يَومًا ... أخاثقةٍ فَمثلَ أبي نُواس)
(فَتى يَشتدُّ حَبلُ الوُدّ مِنهُ ... إِذا مَا خُلَّةٌ رَثتْ لناس) // الوافر //
فَتَنَاول أَبُو نواس قدحا وَقَالَ
(أَبا الفضلِ اشربنْ كاسكْ ... فإِني شاربٌ كاسى) // الهزج //
فَقَالَ الْعَبَّاس
(نَعمْ يَا أوْحد النّاس ... على العينينِ والراس)
1 / 89