42

فقال عمرو في جفاء: لم نجئ لنجلس يا أبا علي، فقد تطاول الحديث بيننا بغير طائل. لم نجئ إلا لنسمع منك الكلمة الأخيرة.

فقال أبو العاصي: يعز علي أن أجيبك بما في نفسي وأنت في بيتي يا أبا حنظلة. فهل جئتم إلي منذرين إذن؟

فتدخل الوليد بن عتبة قائلا: نعم، جئنا إليك منذرين يا ابن الربيع. فأنت تخرج على قومك وتخذلهم، ولا ترضى أن تستمع إليهم. نعم، جئنا إليك مع صديقك هذا الذي يردنا ويدافع عنك في كل موطن وأنت تأبى إلا أن تكون مع عدونا.

فقال أبو العاصي هادئا: إذن فأنت تعرف رأيي يا ابن عتبة ولا حاجة بي إلى إعادته. وإذا كان ولا بد من الحديث ونحن وقوف هكذا فإني أعيد عليكم كلمتي الأولى: لن أسمح لأحد أن يتدخل في خاصة أمري، ولن يستطيع أحد أن يفرق بيني وبين أهلي.

فصاح الوليد بن عتبة: أما قلت لكم إنه عدو يقيم بيننا؟ ها هو ذا يقول كلمته الأخيرة ولا حاجة بنا إلى البقاء هنا.

فقال عمرو حانقا: فأنت يا أبا علي تردنا ردا أخيرا. أنت تريد الإبقاء على ابنة محمد معك وأنت تعلم أنني بدأت ففرقت بين ولدي وبين ابنتي محمد رقية وأم كلثوم. ماذا تنتظر يا أبا علي حتى تجتمع مع قومك على رأي واحد؟ ألست تاجرا تخشى على تجارتك؟ ألست من سادة قريش فتخشى أن يتخلى عنك قومك؟ أتحرص على امرأة وتخاطر بجميع أهلك وعشيرتك؟

فقال أبو العاصي هادئا: وماذا لكم أنتم في امرأتي؟ أينبغي لأحد أن يقول لك اذهب إلى امرأتك فطلقها؟

فصاح رجل من الجمع قائلا: أبهذا تجيب سيد قريش يا ابن الربيع؟

فنظر إليه أبو العاصي هادئا وقال: ومن أنت في قريش يا أسود؟!

فصاح الأسود المخزومي في شراسة: وحق مناة ما جئت إلى هنا إلا لأرغم أنفك.

Halaman tidak diketahui