Bersama Arab: Dalam Sejarah dan Mitos
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genre-genre
ثم كانت كلمة جافية من طسمي إلى جديسي أو من جديسي إلى طسمي، وأبواب الخصام كثيرة حين يعزم المرء على فتحها وولوجها، فوقع ما كان مهيئا وقوعه، وفتكت جديس بطسم فتكة المستضعف المظلوم الذي أحس من نفسه اقتدارا وآنس فرصة.
فلم ينج من الطسميين إلا قليلون، هاموا على أوجههم، حتى بلغوا اليمن وفيها الحميريون التبابعة .
ولكن جديسا ما لبثت، هي الأخرى، أن انحدرت إلى سوء المصير، ذلك أنها بلغت النصر فنامت عليه، والنصر قمة تشرف على هوة، فإذا غفل الصاعد بعد تسنمها كان حريا بأن ينقلب عنها إلى الهوة.
لجأ الطسميون إلى اليمن فسعوا فيها إلى لقاء ملكها حسان تبع، فاستغاثوه واستنفروه وأطمعوه.
وكان التبابعة، بعد أن تيسرت الملاحة في البحر الأحمر وجف عنهم مورد الرزق البحري، ينتهجون سياسة تتجه بهم نحو البر وتلزمهم العناية بكل ما يقع في داخل شبه الجزيرة العربية.
فجرد حسان تبع حملة تأديبية على جديس وقصد منازلهم.
ومن غريب أمر هذه القبيلة جديس أن كفاءاتها جعلت كلها في نسائها.
قال الرواة: وكان بين نساء جديس امرأة يقال لها الزرقاء - زرقاء اليمامة - تستطيع أن ترى الراكب على مسافة ليال ثلاث.
وقد سمع حسان تبع بخبرها من الطسميين الذين لجأوا إليه، فأمر جنده بأن يرفعوا في زحفهم أغصانا خضراء.
وظلوا في مسيرهم حتى أصبحوا على مسافة ثلاث ليال من منازل جديس، فأرسلت الزرقاء بصرها في البعد، فإذا بها ترى شجرا زاحفا، فأنذرت قومها: «إني لأشهد غابة تقبل عليكم، وإني لأشتم رائحة الشر!»، فسخروا منها وقالوا: لقد خرفت الزرقاء.
Halaman tidak diketahui