Bersama Arab: Dalam Sejarah dan Mitos
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genre-genre
شد ما كان الحصار هائلا! وشد ما صمدت المدينة العنيدة وثبتت ملكتها اللبوءة! فأرسل أوريليانوس إلى زنوبيا يقول: استسلمي، وأنا ضامن لك الحياة.
فأبت! إن الاستسلام هو الموت، الموت المعنوي، أقبح الموتين.
على أن الأفق بات يزداد ظلاما يوما بعد يوم، إن الذخيرة تقل، والمؤن تخف، وأذرع الشجعان تكل.
عزمت الملكة عزما، خرجت تحت ستار حالك، ومعها نفر من جنودها، كانت تقصد الفرس لتستنجدهم على الرومان، أعدائهم وأعدائها.
إلا أن نبأها اتصل بأوريليانوس، فأنفذ فصيلة أدركتها وطوقتها وهي تعبر الفرات.
واستسلمت تدمر، استسلمت في ربيع تلك السنة، السنة 272.
كانت الواحة التدمرية تكتسي بالخضرة الطالعة، ولكنها خضرة أشبه بشحوب الخريف، وقيدت لبوءة الصحراء بسلاسل، سلاسل من ذهب، يا للسخرية! ما الفرق؟
وسيقت إلى روما، وعرضت في المهرجان الذي أقيم للإمبراطور الظافر.
وتسامع التدمريون بما لحق بملكتهم من إهانة، ورأوا تغير حالهم من حرية إلى خضوع وطأطأة، فثاروا، فأعاد أوريليانوس الكرة عليهم، ودمر مدينتهم، ونزع منها زينة هيكلها البديع المشيد للشمس، ونقل الزينة إلى روما حيث شيد هيكلا للشمس الشرقية ذكرى انتصاره.
وترك الشمس الشرقية، الحقيقية، ترتفع كل يوم، فوق خرائب تدمر، وترسل حبال أشعتها إلى هيكلها الموحش ...
Halaman tidak diketahui