Bersama Arab: Dalam Sejarah dan Mitos
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genre-genre
وكان يوم دعا فيه نوال بن عتيك إلى مجلس سري، ونوال هذا مولى سيف، وصاحبه ورجله القوي، فشهد المجلس نفر من زعماء اليمن الموالين لسيف.
قال أحد هؤلاء: إن كسرى، أيها الأمير، خذل أباك، فلو لجأت أنت إلى قيصر الروم، وعرفته أننا خير له من الأحباش لأعانك عليهم، أو لأمرهم بترك البلاد، فبتنا أحرارا وكفانا ذلك مئونة الثورة.
فضحك سيف ضحكة ساذجة كالكلام الذي سمعه.
ولكن زعيما آخر قال: يجب أن لا يطول بنا الجدال، فلا استعانة لنا إلا بملك الفرس لأنه عدو الروم، وما دام ملك الروم يؤيد الأحباش لأسباب اقتضتها مصالحه، فإن ملك الفرس خليق بتأييدنا للأسباب نفسها، وأظن الأمير يستطيع أن يقنع كسرى بما له من منفعة في صداقتنا، ولئن كان والد الأمير لم ينجح من قبل، فالزمان قد تبدل اليوم، والفرس أشد قوة، وملك الحيرة مقبول الكلام عندهم، فليمض الأمير إلى ملك الحيرة وليسع سعيه المبرور.
وكأنما نطق الزعيم بالقرار الذي انفض عليه المجلس.
وكان صباح خرج في غرته الأمير سيف بن ذي يزن، يركب ناقة نشيطة، وإلى جانبه مولاه نوال، وكلاهما يغذ السير في طريق الحيرة.
وتنبه مسروق إلى خروج سيف من اليمن، فبعث في طلبه ولكنه فاته، وضحك مسروق وهو يقول: إن هذا رجل يأبى إلا أن يموت ميتة أبيه.
وأطل سيف ومولاه على خضرة الحيرة، وقابل ملكها النعمان بن المنذر ، وشكا إليه ما تلقى اليمن من عسف الاحتلال الحبشي.
فقال النعمان: قضى أبوك، يا ابن العم، حياته مكرما في ملكنا، فإذا شئت أن تمكث لدينا فعلى الرحب والسعة.
فأجابه سيف: لم آتك هاربا بنفسي ألتمس ملجأ، وإنما أتيتك مستنجدا على فاتحين يظلمون قومي وقومك، وأنا أعرف لك مكانة عند كسرى، وأعرف لكسرى منفعة في شد أزرنا على الأحباش، فالأحباش صنائع الروم، والروم أعداء الفرس، وطرد الأحباش ضربة على نفوذ الروم، فمهد لي لقاء كسرى واغنم شكري وشكر اليمن، فإنها أصلكم ومنبتكم.
Halaman tidak diketahui