قال ابن إسحاق خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت أبي طالب إلى الطائف يلتمس من يمنعه حتى يبلغ عن الله، فأتى نفرا من ثقيف وهم يومئذ أشرافهم عبد ياليل وحبيب ومسعود بن عمرو فدعاهم إلى الله عز وجل فقال أحدهم: أوما وجد الله أحدا يرسله غيرك.
وقال الآخر: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله قد أرسلك.
وقال الآخر: إن كان كما تقول: ما ينبغي لي أن أكلمك إجلالا لك، وإن كنت كذبت على الله، ما ينبغي أن أكلمك.
فقام وقد سمع ما يكره، وأمروا سفهاءهم وهم يتبعونه ويصيحون به حتى جاء إلى حائط لابني ربيعة بن عبد شمس فاستظل بحبلة كرم.
قال ابن إسحاق: ذكر لي أنه لما جلس إليها قال:
اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أو إلى عدو ملكته أمري؟
فإن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، وعافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك، وأن يحل علي غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
Halaman 224