Perbincangan Ilmiah dan Sosial
مباحث علمية واجتماعية
Genre-genre
فإذا كنا نريد أن نسير إلى الأمام، وإذا كانت الإنسانية تريد أن تسير إلى السعادة وإلى الحرية، فلتنظر إلى ما حولها، ولتتعرفه جيدا، ثم فلتختر غرضها، ولتسر إليه دون أن تعرج إلى هنا وإلى هناك، غير مهتمة بما وراءها، ولا بما يفتكره عن ذلك الأقدمون.
والعلوم تكاد تكون جميعها قد تحررت بفضل الطريقة الاختبارية من قيود التقليد، إلا علما واحدا يهمنا أكثر من الجميع، وعليه تتوقف سعادتنا، وهو علم السوسيولوجيا، أي علم الاجتماع، فإنه بقي واقفا؛ لأننا لم نشأ تقطيع هذه القيود احتراما لما تناقله الخلف عن السلف، وهذا هو السبب الذي نحن لأجله لا نزال تعساء.
ولقد بقي كبلر يبحث 15 سنة حتى وجد نواميس حركة السيارات؛ لأنه لم يستطع أن يحرر عقله من التقيد بقيود النقل.
فقد راق لأرسطو في القديم أن يثبت - ولا يعلم لماذا - أن الكواكب كائنات كاملة، وأن الحركة المستديرة حركة كاملة، فكان يلزم أن تكون حركة الكواكب كذلك.
وبقي علماء الفلك قرونا عديدة يجهدون العقل ويخالفون الواقع لكي يثبتوا صحة ما أثبته أستاذهم من قبلهم، ولم يجسر أحد منهم أن يتساءل: لماذا الكواكب هي أكمل من سائر الكائنات؟ وبماذا الحركة المستديرة هي أكمل من سائر الحركات؟
وبسبب هذا الاستمساك المقدس بأقوال المعلمين وهذا الاحترام للأقدمين، بقي كبلر خمس عشرة سنة يحسب ويعيد الحساب، حتى وجد أن السيارات تتحرك في إهليليجيات تشغل الشمس أحد محترقيها.
وإذا علمنا أن نيوتن اكتشف ناموس الجاذبية العام بتبحره في نواميس كبلر لتعليلها، وأنه من هذا الاكتشاف العظيم يبتدئ تاريخ أعظم العلوم العصرية، أعني علم الفلك الرياضي؛ نرتعد جزعا من عظم العاقة التي كان تعليم أرسطو يقيمها في سبيل تقدم الإنسانية، لو مات كبلر بعد أربع عشرة سنة من أبحاثه.
ففي علم السوسيولوجيا، كما في كل شيء آخر، إذا كنا نريد التقدم بسرعة ينبغي علينا أن ننظر إلى كل شيء، وألا نحترم شيئا غير ما يعلمنا إياه الاختبار.
نعم، إن التعاليم القديمة تضغط علينا، فإن جميع شرائعنا وعاداتنا وتعاليمنا الدينية والأدبية والسياسية والاقتصادية منتقلة إلينا من الماضي، وتمنع المستقبل من أن ينفتح لنا.
جميع هذه التعاليم أصولها في الماضي القديم، ليس في القديم العلمي فقط، بل في التوحش الأول من الحيوانية.
Halaman tidak diketahui