Perbincangan Ilmiah dan Sosial

Shibli Shumayyil d. 1335 AH
147

Perbincangan Ilmiah dan Sosial

مباحث علمية واجتماعية

Genre-genre

قصد العلامة المومى إليه المدعو هاتر، المدعي الوساطة بين الناس والأرواح، وسأله أن يستدعي له الأرواح للمجاوبة على سؤالاته. ولا يخفى أن الأرواح لا تجاوب جهارا، وإنما تتم عملها تحت مائدة يكون الوسيط ألصق بسطحها السفلي اللوح الحجري المعد لكتابة الأجوبة الروحية، ولإزالة كل شبهة يأمر الوسيط السائل بأن يضع يده تحت المائدة على اللوح، ويضغط عليه بكل قوته حتى لا يتغير وضعه، والقلم يكون موضوعا بين المائدة وبرواز اللوح بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستخدمه.

فلنكستر تظاهر بأنه منذهل جدا من أفعال القوات الروحية، وأخذ يراقب حركات الوسيط جيدا، فتأكد بأن هاتر يكتب الجواب بسرعة عند إدخال اللوح تحت المائدة لتسليمه للأرواح، والوقت اللازم لذلك يطيله هاتر تحت علل شتى، ويحدث حينئذ بعض الأصوات ليخفي صوت صرير القلم على اللوح الحجري. وفي هذه الفرصة يكتب الكلمات السحرية إما بالقلم المعد للأرواح، وإما بطرف قلم آخر موجود تحت ظفر سبابته، وقد لاحظ بأن المرفق الذي يبقى وحده ظاهرا من اليد كان يتحرك مدة هذا العمل المهم.

فلما أيقن لنكستر باكتشاف السر حضر في اليوم الثاني ومعه أحد الأطباء، وقدمه كمنكر يريد أن يقنعه، ولكنه هذه المرة لم يستنظر استدعاء الأرواح بعد عرض السؤالات، بل مد يده حالا تحت المائدة، وأخذ اللوح فوجد الجواب مكتوبا عليه. ولا يخفى أن الوسيط لا بد أن يكون ماهرا جدا في توقيع الجواب وسرعة الكتابة.

المقالة الثامنة والأربعون

ظواهر لا تفسر

1

إلى صاحب جريدة «الكوريه دوريان»

قرأت في جرنالكم مقالة تحت اسم «ظواهر لا تفسر»، منقولة عن جريدة «الكنستيتيسيونال» بشأن ما رواه الدكتور «دلفيتش» الإنكليزي من أنه سمع صوت صديقه المتوفى في مدينة حلب يدعوه باسمه، سمع ذلك وهو مار بالقرب من بيت صديقه المذكور في لوندرة، وقد تحقق من أخبار البريد أن صديقه هذا كان يحتضر في الساعة التي سمعه يناديه فيها. والظاهر أن هذه الحادثة المستغربة أدهشت الجمهور، وتخطت أحاديث العامة إلى نوادي الخاصة؛ حيث كانت موضوعا لمباحثات بعض ذوي المكانة في العلم، وحسبها بعضهم برهانا جليا على صحة علم مناجاة الأرواح.

وقد أفاض الكاتب في الموضوع. على أنه جعل جل اعتماده فيه على التاريخ، فسرد عدة حوادث تاريخية شبيهة بما تقدم، أما البراهين العلمية فقلما تعرض لها؛ لذلك رأيت أن أسهب الكلام فيها في المقالة الآتية؛ لعلها تجلو الأمر بعض الشيء.

لا يخفى أن الدماغ هو العضو الرئيسي للحس، وهو يتسلط على كل قوى حياة النسبة، فيتأثر بما ترسله إليه هذه القوى بواسطة أعضاء الحواس التي لا يمكنها إتمام وظائفها إلا بمقدار ما تسمح به حالة الدماغ الصحية باعتبار كونه مادة، فيفهم إذن أن أعضاء الحواس ليست إلا آلات لنقل التأثرات إلى المركز العام الذي هو وحده قادر أن يحكم فيها، فيتقي ضررها بالقوة التي له على إصدار الأوامر اللازمة بحسب حكمه. وهذه القوة في الحكم والأمر والنهي والعمل تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والبنية الموروثة والمكتسبة، بحيث يختلف الشعور والفعل بحسب ذلك كثيرا.

Halaman tidak diketahui