Perbincangan Ilmiah dan Sosial
مباحث علمية واجتماعية
Genre-genre
على أن الشعوب الضعيفة أول ما تفتح عينيها تحب أن تتشبه بالأمم القوية، وحكومتنا لا تأنف أحيانا أن تنسخ نظاماتها عن نظامات أوروبا ولو أن عليها مسحة من ألف جيل. فأوروبا نفسها شاعرة اليوم بهذا النقص في التعليم، وهي وإن لم تصرح بطلب هذا القلب الكلي في نظامه محافظة على كنز موهوم، وانقيادا لبقية باقية حتى في نظر الخاصة من اعتقاد العامة، أو خوفا من تصعيب المطلب بتعميم الطلب، إلا أنها تأتينا كل يوم بدليل على أنها مسيرة في هذا السبيل إلى غايته الكلية، بما تطلبه من التغيير في الفروع الجزئية.
ومن أحدث الأنباء التي وردت إلينا من هذا القبيل تقرير ضاف وضعه الدكتور رو، صاحب اكتشاف مصل الدفتيريا، لإصلاح التعليم في مدارس الطب، تجد خلاصته في الكلام الآتي، قال:
إن التعليم في مدارسنا ليس كما ينبغي أن يكون. فالأساتذة الذين يعلمون والطلبة الذين يتعلمون متفقون على هذا القول، وجميعهم يعترفون بأن الدروس النظرية متسع المجال لها كثيرا في مواد تدرك فقط في قاعات التشريح، وفي معامل الامتحان، وعند سرير المريض. ولا ينكر أن كلام الأستاذ يحلو سماعه، ولكنه مهما كان بليغا لا يسعه أن يقوم مقام المشاهدة ولا مقام الاختبار. والأطباء الخارجون حديثا من مدارسنا ناقصو الاستعداد، سواء كان لإجراء البحث العلمي أو لممارسة صناعة الطب نفسها. وإذا عرف العيب فلا شيء أسهل من تداركه؛ وذلك بالاستعاضة عن الدروس الكلامية بدروس عملية في معاملنا ومستشفياتنا يتسع المجال فيها للعمل، ويضيق فيها مجال النظر إلا ما يلزم من الكلام لشرحها وتفهمها. انتهى.
وهو كلام حق لا اعتراض عليه، ولكن رو ربي في مدرسة العمل بين أنبيق الكيماوي ومشراط المشرح، وتخرج على أيدي أكبر عالم عملي، وأتى بأعظم اكتشاف طبي علمي عملي معا، فلا غرو إذا رأى هذا الرأي الصائب. ولكن هل يرى رأيه الذين تخرجوا في غير مثل هذا المكان؟ والغريب أن الحقيقة بسيطة ملموسة أمامنا كل دقيقة، ومع ذلك فنحن ندور حولها متلمسين، ولا نريد أن نهتدي إليها ولو وضعوها تحت أنوفنا.
المقالة الثانية والأربعون
ماذا أكتب
1
بينا أنا أفكر في ماذا أكتب به إليك أيها البصير إنجازا لوعدي لك، وأقول مع الشاعر:
إنما المرء مثلما السيف يصدا
عقله ساكنا بلا أعمال
Halaman tidak diketahui