وفى تلك الأثناء، وصل إلى أذن محرمى الخلوة وخواصى الحضرة، بأن طائر روح حسين خان الدنبلى سكن فى قصر الخالدين، وبأن جعفر قلى خان صار داخل قلعة خوى بسرعة كاملة بدعوة من أوباش خوى الذين استولوا على خوى معه، وجلس مكان أخيه، وفى مسافة عدة أيام وصلت منه عريضة الضراعة إلى بلاط الخاقان المنتصر" بأنه إذا شملتنى ذرات شمس الرأفة الكسروية، أكون تابعا ومقتديا بأخى الأكبر، وواضعا هوس الخدمة والفدائية على رأسى" ومع أن عذره ومكره كان قد أصبح مكررا لمشاهدة كسرى الفلك، وانعكست صورة أقواله [ص 48] وأفعاله- التى كانت دائما مصاحبة للخلاف- فى مرآة الضمير المشبه بالشمس، ولكن ومن أجل إتمام الحجة، فقد صدر حكم القضاء المعجزة" بأنه إن يكن صادقا فى إظهار الطاعة، ومشتاقا لعبادة الحضرة فيسير ولده إلى بلاط موطئ الفلك، وبأن يزيل فتنة سوء الفهم من أجل ظهور حسن الخدمة، حتى يصير موضع العناية من الحضرة العلية حسب صفاء الإخلاص". وفى تلك الأيام، صار حسين قلى خان مرة ثانية مرتعدا من سيئات أعماله، وعزم فى الخفاء التوجه إلى خراسان، ومعه أتباعه، وبسبب خوفه، فقد طلب فى ذلك اليوم نفسه من الواقفين بقصر حرم الإجلال إرسال الشكوى بأن موارد مال ديوان سمنان غير كافى لى، وأنه لو يضم ولاية أخرى عليها، ويوافق على جمع خراجها، فسوف لا يبتعد عن السجية الكريمة، فلقى طلبه درجة القبول، وأشرقت أشعة حكومة كاشان وتوابعها على شرفة قصر آماله، ولأنه كان حزينا ومغموما بسبب عدم إنجابه للولد، فقد صدر الأمر للأمير المحترم محمد تقى ميرزا، فسار فى رفقته إلى كاشان حتى يعيش دائما مع عمه كى يسعد قلبه ببنوة الأمير، فيتخلص من قيد هذا الغم أيضا، وصدر الأمر بتفويض ولاية سمنان إلى الأمير الموفق محمد ولى ميرزا، وجعل ولاية قزوين تحت عناية الأمير النجيب محمد على ميرزا.
Halaman 78