[ص 264] وقد كتب إمبراطور روسيا أيضا فى خطابه:" بأن الوسيلة لهذا الأمر هو بالوفاق وليس بالمناوأة ويمكن رفع هذا الاضطراب وإزالته بالصداقة وليس بالعداوة، ويجب أن تبذل المساعى الحميدة بشأن السلام مع الدولة العلية إيران ولا تكن متحكما" وسمح القائد المذكور أيضا لعبد الله خان القاجارى، الذى كان بير قلى خان القاجارى قد أرسله إلى شوشى قبل إطاعة إبراهيم خليل خان جوانشير للروس من أجل استمالته، فقبض إبراهيم خليل خان عليه وسلمه للروس، وكان حتى هذا الأوان مسجونا فى كنجه، بالخروج من السجن وأحضره عنده، وأدى له لوازم المحبة والعطف والرحمة، وأرسله إلى حضور النواب نائب السلطنة مع رسالة الصداقة وكان قد ظهر بهذه الوسيلة فى طريق أبواب الصلح والوفاق بين الدولتين، كما عين أيضا مصطفى آغا القوزاقى من أجل أن يؤسس بناء أمر السلام مع حسين خان أمير أمراء إيروان وقائدها.
138 - ذكر بعض التخريبات التى وقعت بقراباغ وبعض التدميرات
التى حدثت للروس هناك:
إن مقرب الحضرة الحاج محمد خان المستوفى رئيس وحاكم قراجه داغ، الذى لم يكن له مثيل فى الغيرة على الدين ولا شبيه له فى خدمة الدولة وقد حرم على نفسه الراحة والسكينة مثل سائر الملذات الدنيوية، وكان يعتبر أن لذة الدنيا والآخرة منحصرة فى تقدم أمر الجهاد، فقد كان يثير الغيرة فى القاصى والدانى ويشوقهم ويحرضهم على تعلم قضايا الجهاد. ولاعتماد نائب السلطنة الكامل أيضا على المحصلة لأمانته وتدينه، فقد اختاره لرئاسة حكومة قراجه داغ، وهى حدود الملك المحروس، ومجاورة لقراباغ الخاضعة لسيطرة الروس. وهو يقضى أوقاته ليلا ونهارا فى القضاء على الروس واستئصال أتباعهم.
Halaman 305