أدرك النواب نائب السلطنة (ولى العهد) وبإشارة من الهمايون الحضرة العلية ملك الملوك، أن أحمد خان أمير أمراء تبريز ومراغه أنسب وأولى من مهدى قلى خان القاجارى من أجل تنفيذ وتسيير أمور الديوان وإنهاء الخدمات والأعمال المقررة لإيروان، وقبل هذا [ص 180] كان قد صدر أيضا الأمر الملكى السارى التنفيذ فى هذا الباب، وبناء على ذلك عزل مهدى قلى خان من الحكومة ونصب أحمد خان مكانه. ولأن أحمد خان كان قد قصد إيروان بالتجهيزات والاستعدادات اللائقة وبالفرسان والمشاة من تبريز، فإنه بعد قدومه إلى تلك المناطق قام بتعمير برج وحصن القلعة وبتنظيم أمور الرعية والجيش، ولكنه فى تلك الأوقات انتشر بين الناس وباء بسبب عفونة وتلوث هواء إيروان، حيث طوى طريق الآخرة ألف وستمائة شخص من الفرسان والمشاة المكلفين وذلك عدا أهالى ذلك المكان، وقد ظهر مرض شديد على أحمد خان، ولم يكن قد بقى شى ء إلى هلاكه بسبب اشتداد المرض، وكان قد بقى أمر إيروان مختلا بسبب مرضه، فأهملت الأعمال، ووصل خبر مرضه إلى المعسكر وهو ما صار باعثا على حزن وغم خاطر مرحمة المظاهر (خاطر ولى العهد) وذلك لأنه كان من الغلمان القدامى.
وانتهز روس بنبك والكرجستان الفرصة وقعدوا فى كمين العداوة، والخلاصة أنه قد اختل أمر نخجوان أيضا بسبب خصومة كلب على خان وعباس قلى خان أبناء عمه، ووصل من البلاط السلطانى الخبر بأن الحضرة العلية الملكية مهتم باستقلال عبد الرحمن باشا والي بيان وعلى باشا والى بغداد حيث إن كل واحد منهما تحرك من مكانه، وتجاوز عن حده، وهو ما صار مصدرا لنقض العهد والميثاق وباعثا على إثارة غبار الخلاف والنفاق بين الدولتين العليتين إيران والروم [الدولة العثمانية]، وكما وصل الخبر من الجانب الرومى [العثمانى] بأنه حدثت المنازعة فيما بين ولد حسين قلى خان الأفشارى ومصطفى خان حاكم هكارى من قبل مسئولى الدولة العثمانية، وكان يظن كذلك أن تحدث خصومة واحتكاك بين الطرفين فى سائر الأقاليم أيضا التى تتصل جميعها بالأقاليم العثمانية نظرا لمقدمة وبداية تخريب بغداد، وبناء على عدم الظن بهذا المعنى لم تصبح تجهيزات حراسة الحدود والثغور فى أثناء العزم على السفر على النحو الذى ينبغى. وقد وصلت عريضة بير قلى خان بأن أمر أهالى دربند بإرشاد الروس ممزوج بالخداع والمكر، وبأن شيخ على خان قد [ص 181] صار أيضا تائها ومخمورا، وأنه خرج عن فكر وقيد الحرب، ونظرا لمشاهدة هذه الأوضاع فسيعزم بير قلى خان على الرجوع وسيأتى إلى" جواد" عن طريق باكويه، وفى أثناء قدوم جنوده ووصول جيش الشتاء، اقترب كثيرا أيضا من نائب السلطنة، وبناء على تلك المراتب، ترك أمر شيروان معوقا، وأمر بالتحرك من" آقسو".
Halaman 223