91

قالوا: إنه جلس يوما للمظالم فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها فبكى وقال للذي على رأسه: ناد وكيل فاطمة، فقام شيخ عليه دراعة، وعمامة، وخف، وتقدم فجعل يناظره في فدك، والمأمون يحتج عليه، وهو يحتج على المأمون، ثم أمر أن يسجل لهم بها، فقرأ السجل على المأمون فأنفذه؛ فقام دعبل الخزاعي إلى المأمون، فأنشد الأبيات التي أولها:

أصبح وجه الزمان قد ضحكا

برد مأمون هاشم فدكا

فلم تزل في أيدي الفاطميين إلى أيام المتوكل، فأقطعها بعض عماله، وكان فيها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله بيده، فكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها، فإذا قدم الحاج أهدوا لهم منه فيصلونهم فيصير إليهم من ثمن ذلك مال جليل، فصرم ذلك الوالي الذي أقطعه إياه المتوكل ذلك النخل صرمه له بعض وكلائه، فعاد ذلك الوكيل إلى البصرة ففلج وذكر ابن أبي الحديد عقيب ذلك: أن عمر بن عبد العزيز لما ولي رد فدك على ولد فاطمة، وكتب إلى واليه على المدينة وهو أبو بكر بن عمر بن حزم يأمره بذلك، فكتب إليه: إن فاطمة قد ولدت في آل عمر وآل فلان[وفلان] فعلى من أرد منهم؟ وكتب إليه: أما بعد: فإني لو كتبت إليك آمرك بذبح شاة لكتبت إلي أجماء أم قرناء؟ أو كتبت إليك بذبح بقرة لسألتني ما لونها؟ فإذا ورد إليك كتابي هذا فاقسمها في ولد فاطمة من علي، والسلام.

Halaman 181