256

قال المنصور في (الشافي): إنه لما أراد الخروج فزار قبر الحسين بن علي -عليه السلام-، وأظهر لمن حضره من الزوار ما أراد، فاجتمع إليه جميعة من الأعراب، ومضى وقصد شاهي فأقام بها إلى الليل، ثم دخل الكوفة فجعل أصحابه ينادون [الناس] : أجيبوا داعي الله، حتى اجتمع إليه خلق كثير، فلما كان من الغد مضى إلى بيت المال، فأخذ ما فيه، ووجه إلى قوم من الصيارفة عندهم مال السلطان، فأخذه منهم، وسار إلى بني حيان، وقد اجتمع إليه أهله، فجعل بعض أهله يشاوره ويخوفه من السلطان، ويكبر ما فعله، ويحذره من القوم، وقرب دارهم، وكثرة جنودهم، فبينما هم كذلك إذا أقبل عبد الله بن محمد في جند كان معه، فانضم إليه من كان يرى رأي القوم، فصاح به بعض الأعراب: يا يحيى، إنك مخدوع، هذه الخيل قد أقبلت، فوثب يحيى فجال في ظهر فرسه كأنه الأسد، فحمل على عبد الله فضربه ضربة بسيفه على وجهه، فولى هاربا وتبعه أصحابه منهزمين، ثم رجع إلى أصحابه فجلس معهم، ثم خرج وشاع خبره، وانتهى إلى بغداد، فندب له محمد بن عبد الله بن طاهر الحسين بن إسماعيل وضم إليه جماعة من القواد منهم خالد بن عمران، وأبو النساء الغنوي، ووجه الفلس في جنود عظيمة فنفذوا إليه إلى كردة.

Halaman 357