49

Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs

معالم في السلوك وتزكية النفوس

Penerbit

دار الوطن

Nombor Edisi

الأولى ١٤١٤هـ

Genre-genre

﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ (طه، آية ٧٥، ٧٦) . أي طهّر نفسه من الدنس والخبث والشرك، وعبد الله وحده لا شريك له واتبع المرسلين فيما جاءوا به من خبر وطلب (١١) .
وكان من دعائه ﷺ: " اللهم آت نفسي تقواها. وزكِّها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها " (٢) .
أ - معنى التزكية:
التزكية لغة: الطهارة والنماء والزيادة.
والمراد بها ها هنا: إصلاح النفوس وتطهيرها، عن طريق العلم النافع. والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المحظورات.
وقد بين النبي ﷺ معنى تزكية النفس بقوله:" أن يعلم أن الله ﷿ معه حيث كان ".
ونسوق الحديث بتمامه، حيث قال ﷺ:
" ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان. من عبد الله ﷿ وحده بأنه لا إله إلا هو، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولكن من أوسط أموالكم، فإن الله ﷿ لم يسألكم خيرها، ولم يأمركم بشرها،وزكى نفسه، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: أن يعلم أن الله ﷿ معه حيث كان " (٣) ٢.
فجعل النبي ﷺ تزكية النفس إحدى الخصال الموجبة لذوق طعم الإيمان،

(١) انظر تفسير ابن كثير ٣/ ١٥٦.
(٢) أخرجه مسلم. ك الذكر والدعاء ح (٢٧٢٢) .
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ١/ ٢.١، والبيهقي في السنن ٤ /٩٥، وصححه الألباني في «الصحيحة» ح (١.٤٦)

1 / 57