Apa yang Mata Lihat: Cerita Pendek Mesir
ما تراه العيون: قطع قصصية مصرية
Genre-genre
دخل الزائر فلم يقم له عبد اللطيف بك لما بينهما من الود والإخاء، فصافحه الزائر ثم جلس بعد أن سأل صاحب الجريدة أن يعطيه سيجارة، أعطاها له عن طيب خاطر وهو يبتسم، وابتدأ الحديث قائلا: كيف حالك اليوم؟ - على ما يرام. لقد أتيت مبكرا. أليس في عزمك الذهاب للمحكمة؟ - ليس عندي من القضايا ما يبعثني على زيارة المحكمة اليوم، وعندي من المحامين - كما تعلم - من يقوم بأداء الواجب بالنيابة عني. - حسنا فعلت. - أتيت لأحادثك بشأن المقالة التي تعرضت لك فيها إحدى جرائد أمس. أتسكت عن هذه الوقاحة؟ - السكوت خير وأولى. - ليست هذه الجريدة من الجرائد الساقطة التي تبيع شرفها في سبيل المال، وليست المقالة مقالة مدح ولا ذم، والسكوت يسيء من سمعة الفاروق؛ فأولى لك أن تكتب ردا يكبح جماح أعدائك، ويرد كيدهم في نحرهم. - أتستصوب ذلك؟ - بلا شك. إن الفاروق هو الجريدة الإسلامية الوحيدة المنتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ فخذ لنفسك الحيطة يا صديقي، واعمل؛ إن الله مع العاملين.
مكث صاحب الفاروق هنيهة يفكر، ثم نظر لصديقه نظرة طويلة، وقال: ستظهر المقالة غدا. - بل اليوم. - محال لقد أزف الوقت، وليس عندي متسع للكتابة. - إذن فلنرجئها للغد. وما الذي أنت عازم على فعله مع المحرر السوري؟ - قررت فصله. - وهل هو عليم به؟ - كلا ، سأعلمه به بعد اتفاقي مع من سأستعيض به عنه. - وهل وفقت لشاب حسن السيرة والسريرة؟ - نعم، ولا ينقصني إلا الاتفاق معه.
ودخل عليهما في هذه الساعة حسن أمين وهو باسم الثغر، فالتفت عبد اللطيف بك لصاحبه المحامي وأسره هذه الجملة: «افتكرنا القط جانا ينط»، وصافح حسن أمين المحامي بعد أن قدمه له صاحب الفاروق، وجلس الثلاثة يتجاذبون أطراف الحديث. فقال المحامي: لقد حادثني عبد اللطيف بك عن حضرتكم كثيرا، ومدح لي غيرتكم على تقدم الصحافة.
فاحمر وجه حسن، وقال بصوت متهدج: إني لا أستحق كل هذا المديح. - إنك لا تحب أن تذكر الناس حسناتك، وهذا شأن كل نابغة عظيم. - حاشا لله أن أكون نابغة؛ لأني ما زلت تلميذا أتلقى العلم في المدارس الثانوية. - وفي أي مدرسة أنت؟
فأجاب صاحب الجريدة: في السنة الرابعة بالمدرسة الخديوية.
فأجاب المحامي: ما شاء الله.
وقال صاحب الجريدة: ولم يمنعه اشتغاله بالعلم من مساعدة جريدة كجريدة الفاروق. - هذه خصلة حميدة تثبت لنا تعلقك الشديد بالصحافة، وكلفك بها.
فأجاب حسن، وهو يتردد في القول: هذا من حسن أفضالكم وجميل سجاياكم.
فقال المحامي: وأي المواضيع يطرقها حسن أفندي؟ - أكتب في مواضيع خيالية، وأحب المقالات الأخلاقية، ولي كلف بترجمة ما يكتب في الجرائد الإنكليزية. - شيء جميل. إني أبشرك بمستقبل عظيم. ستغدو يوما ما صاحب جريدة. - هذا حلم جميل. - الأحلام تتحقق يا صديقي، إذا ارتكن الإنسان على نفسه.
فقال صاحب الفاروق مخاطبا حسنا: وهل أتيتنا بشيء جديد؟ - بالمقال الأول من مقالات خواطر.
Halaman tidak diketahui