ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
Penerbit
دار القاسم
Tahun Penerbitan
1427 AH
Genre-genre
١٠ - ما هو السبب في إرخاء الرسول ﷺ لذؤابة عمامته؟
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وكان(١) إذا اعتمَ أرخى عمامته بين كتفيه، كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال: ((رأيت رسول الله ﷺ على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه)) .
وفي مسلم أيضا عن جابر بن عبد الله ((أنَّ رسول الله ﷺ دخلَ مكة وعليه عمامةٌ سوداء)) ولم يذكر في حديث جابر ذؤابة، فدلَّ على أنَّ الذؤابة لم يكن يرخيها دائماً بين كتفيه. وقد يقال إنه دخل مكة وعليه أُهبة القتال والمغفر على رأسه فلبس في كلِّ موطن ما يناسبه.
وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية - قدس الله روحه في الجنة - يذكر في سبب الذؤابة شيئاً بديعاً، وهو أن النبي ﷺ إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة، لما رأى رب العزة - تبارك وتعالى - ((فقال: يا محمدُ فيم يختصمُ الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، فوضعَ يدَه بين كنفيَّ فعلمتُ ما بين السماء والأرض)) الحديث، وهو في الترمذي وسئل عنه البخاري فقال: صحيح، قال: فمن تلك الحال أرخى الذّؤابة بين كتفيه.
وهذا من العلم الذي تنكره ألسنة الجهال وقلوبهم، ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره . [زاد المعاد ١٣٥/١]
١١ - دعاء الإمام لنفسه دون المأمومين:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وروى الإمام أحمد - رحمه الله - وأهلُ السنن من حديث ثوبان عن النبي ﷺ ((لاَ يؤمُّ عبدٌ قوماً فيخصُّ نفسَه بدعوةٍ دونَهم فإن فعلَ فقد خَانهم)).
قال ابن خزيمة في صحيحه وقد ذكر حديث ((اللهم باعد بيني وبين خطاياي)) الحديث قال: في هذا دليل على رد الحديث الموضوع ((لا يؤمُّ عبد قوماً فيخصُّ نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم)).
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (هذا الحديث عندي في الدُّعاء الذي يدعو به الإمام لنفسه وللمأمومين ويشتركون فيه، كدعاء القنوت ونحوه والله أعلم). [زاد المعاد ١/ ٢٦٤]
(١) الرسول ﷺ.
32