ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
Penerbit
دار القاسم
Tahun Penerbitan
1427 AH
Genre-genre
فنذكره بطوله لعموم فائدته وحاجة الخلق إليه، وهو حديث سعيد بن المسيب عن عبدالرحمن بن سمرة بن جندب قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وكنا في صُفَّةٍ بالمدينة فقام علينا فقال: "إِنِّي رأيتُ البارِحَّة عجباً، رأيتُ رجلاً من أمَّتي أتاهُ ملكُ الموت ليقبض روحه فجاءه برَّه بوالديه فردَّ ملَكَ الموت عنه، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي قد بُسط عليه عذابُ القبر فجاءَّهُ وضوؤه فاستنقذهُ من ذلك، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي قد احْتَوَشَتْه الشَّياطِين فجاءه ذكر الله -عز وجل - فطرد الشَّيطانَ عنه، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي قد احتوشتهُ ملائكةُ العذاب فجاءته صلاته فاستنقذَته من أيديهم، ورأيتُ رجلاً من أمَّتِي يَلْهَثُ عَطشاً، كلَّما دنا من حوض مُنِعٍ وطُرِد، فجاءه صِيامُ شهر رمضان فأسقاه وأرواه، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي، ورأيت النَّبِّين جُلوساً حِلَقاً حِلَقاً كلَّما دنا إلى حلقة طُرد فجاءه غُسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي بين يديه ظلمةٌ، ومن خلفه ظلمةٌ، وعن يمينه ظلمةٌ، وعن يساره ظلمةٌ، ومن فوقه ظلمةٌ، ومن تحته ظلمةٌ، وهو متحيِّر فيها، فجاءه حجُّه وعمرتُه فاستخرجاه من الظُّلمة وأدخلاه في النُّور، ورأيت رجلاً من أمتي يتَّقي بيده وهجَ النار وشَرَرها فجاءته صدقته فصارت سُترةً بينه وبين النار وظَلَّلَتْ على رأسه، ورأيت رجلاً من أمَّتي يكلِّمُ المؤمنين ولا يكلِّمونه، فجاءته صلتُه لرحمه فقالت: يا معشر المسلمين إنه كانَ وَصُوْلاً لرحمه فكلِّموه، فكلَّمه المؤمنون وصافَحوه وصافَحهم. ورأيت رجلاً من أمَّتي قد احتوَشَتْه الزَّبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيُهُ عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة، ورأيت رجلاً من أمّتي جائياً على ركبتيه وبينه وبين الله-عز وجل- حجابٌ فجاءه حُسنُ خُلقه فأخذ بيده فأدخله على الله-عزَّ وجلَّ -ورأيتُ رجلاً من أمتي قد ذهبتْ صحيفته من قبل شمالهِ فجاءَّهُ خوفُه من الله - عزَّ وجلَّ - فأخذ صحيفتَهُ فوضعها في يمينه، ورأيتُ رجُلاً من أمَّتي خفَّ ميزانُه فجاءه أفراطُه فقَّلوا ميزانه، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنّم فجاءه وجلُه من الله -عز وجل- فاستنقذّهُ من ذلك ومضى، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي قد هَوَى في النار فجاءته دَمْعَتُه الَّتي بكى من خشية الله - عزَّ وجلَّ - فاستنقَذَتْه من ذلك، ورأيتُ رجلاً من أمَّتي قائماً على الصِّراط يُرْعِدِ كما تُرْعِدُ السَّعفة في ريح عاصف فجاءَه حسنُ ظنِّه بالله -عز وجل- فسكَّنَ رِعْدَتَهُ ومضى، ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً فجاءته صَلاته عليّ
29