عرب عاربة أو عرباء أو قحطانية أو عرب الجنوب التي سكنت اليمن، والتي يرجع مؤرخو العرب نسبها إلى يعرب بن قحطان بن عابر من سلالة سام بن نوح عليه السلام. (2)
وعرب مستعربة أو متعربة أو عدنانية أو عرب الشمال، وهي التي سكنت الحجاز في عصر متأخر عن عصر سكنى القحطانية اليمن، ويرجع مؤرخو العرب نسبها إلى معد بن عدنان من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
وظاهر أن الخلاف في التقسيمين شكلي بحت؛ لأن النتيجة في الحالين واحدة.
ولكن جمهرة المؤرخين المستشرقين يتبعون في كتابتهم التقسيم الثاني، ويعتقدون أن ما يسمى بالعرب البائدة ليس من التاريخ الحقيقي في شيء، إنما هو جزء من الميثولوجيا العربية أو التاريخ الأسطوري، الذي يسبق عادة التاريخ الحقيقي لكل أمة، وهم إذا عالجوا بعض قبائل العرب البائدة في كتبهم فإنما يعالجونها على هذا الأساس فحسب.
وقد ذكر مؤرخو العرب أسماء كثير من قبائل العرب البائدة مثل طسم وجديس وأميم وعبيل وعمليق وجرهم وجاسم ووبار، ورووا عن بعضها قصصا هي أشد شبها بالخرافات منها بالتاريخ الحقيقي.
وانفرد القرآن الكريم بذكر قبيلة عاد، التي كانت تسكن الأحقاف في الجنوب، وذكر نبيها هودا عليه السلام، وكذلك ذكر قبيلة ثمود التي كانت تسكن الحجر في الشمال، وذكر نبيهم صالحا عليه السلام ، وذكرتها أيضا المراجع اليونانية.
وأماطت الكشوف الحديثة التي نمت في أواخر القرن الماضي اللثام عن وجود دولة لم يعرف مؤرخو العرب عنها شيئا، ولم يذكروها بتاتا في كتبهم وإن كان قد أشار إليها بعض مؤرخي اليونان والرومان إشارات ليس فيها غناء ونقصد بها دولة معين، التي سبقت حضارتها دولة سبأ القحطانية.
والمؤرخون جميعا، القدامى منهم والمحدثون، يجمعون على إرجاع العرب إلى أم واحدة هي السامية، بل ويرون كما بينا في فقرة [موطن الجنس السامي الأول وهل هو بلاد العرب] أن بلاد العرب نفسها كانت المهد الأول للجنس السامي.
وسيعالج هذا الكتاب تاريخ الشعب العربي متبعا إلى حد كبير، وفي شيء من التحفظ، التقسيم الثاني الذي وضعه مؤرخو العرب، والذي أشرنا إليه في صدر هذه الفقرة لأسباب ستتبينها في ثنايا الكلام عن كل قسم. (1-1) العرب البائدة
لم تتعرض التوراة لذكر عاد وثمود وطسم وجديس وغيرها من قبائل العرب البائدة ما عدا عمليق، فقد وردت الإشارة إليهم في بعض أسفار التوراة كسفر التكوين والخروج والمزامير وغيرها، على أنهم كانوا من أعداء بني إسرائيل.
Halaman tidak diketahui