Ma Lam Yunsar Min Kitab Al-Awraq
ما لم ينشر من كتاب الأوراق
Genre-genre
~~ولما قتل أحمد بن إسماعيل بن أحمد اضطرب أمر خراسان، واشتغل نصر بن أحمل بمحاربة عمه، فأنفذ محمد بن علي المعروف بصعلوك وكان يلي الري من قبل أحمد ن إسماعيل رسولا إلى المقتدر بالله يخطب أعمال الري وقزوين وزنجان وأبهر وجرجان والدامغان وطبرستان وما يبضاف إلى هذه الأعمال ويضمن أموالا يحملها عن هذه الأعمال لسنة سنة أو لشهر شهر ويقيم الضمناء ببغداد من ثقات التجار، وأجيب عن كتبه، وبعث إليه بالمعروف بأبى طاهر الدلاري خليفة نصر الحاجب لمناظرته على ما التمس ، فقطع الأمر معه فيه على مال بعينه ورجع [89 ب] أبو طاهر ومعه كاتب صعلوك وهو المعروف بأبي محمد عبد الله بن علي الذي كتب لنصر الحاجب بعد ذلك، فلم يزل كاتبه إلى أن ثوفي نصر، وقام بأمر صعلوك نصر الحاجب إلى أن أنفذت إليه الكتب بالولاية، ووصله المقتدر بالله من المال الذى عقد عليه لضمانه بمائة ألف درهم وأمر بمائدة تقام له في كل شهر من شهور الأهلة بخمسة ألف درهم، وأمر بإقطاعة من الضياع السلطانية بالري ما جعل له في كل سنة مائة ألف درهم.
~~وفي هذه السنة ركب المقتدر بالله إلى الميدان، فركب علي بن عيسى الوزير، فلحقته سقطة لنفور دابته سقطة منكرة، فأمر الخليفة أصحاب الركاب فأنهضوه، فقيلت في سقطته أشعار منها:
سقوطك يا علي لكشف بال
وعزل عاجل وسقوط حال
فما قلنا لعا لك بل سررنا
وكان لما رجونا خير فال
منعت المال فى شرق وغرب
ولم يخظ الإمام بجمع مال [90 آ]
واعتل بعد هذه السقطة وحم فعاده الناس، وكان لا يسمع المدح، وأكثر ما كان يعمل إذا أكرم المادح أن يأحذ شعره منه ويقول: أنا اقرؤه وقتا غير هذا . فدخلت إليه فناوليه دفترا صغيرا فيه قصيدة، وقلت : إن كان يستحق أن أنشدها ويسمعها وإلا فدعها . فنظر فيها ثم أعطانيها فقال: أنشدها، فأنشدته إياها، فلما بلغت إلى ذكر العلة:
تواكل الناسع لما اعتل سيدهم
وأخرس الرأي فيهم بعد إفصاح
وجلل الملك ليل لا نهار له
كأن آفاقه سدت بامساح
حتى أنارت لهم أضواء عافية
من وجه أبلج مثل البدر وضاح
إذا بدت لك فى الظلماء غرته
أغنتك عن مصبح فيها ومصباح
فقال لي : أحسن الله جزاءك ولا أعدمناك.
Halaman 98