أغربه جبريل للمصطفي
بالوحي من ذي عزة قاهر
يا حسرتي في كل يوم أتى
يسلمني الههآ إلى خاطر
ثم أنشدتها ابن الفرات فقال لي : ما سمعت شيئا شفى نفسى مثل هذا، أحسن اللها أخراك وكان قاسم غلام صافي جارا لي ، وعلا أمره هذا العلو الذي ذكرته، فما نفعني الله به في قال قط لنبو طباعنا، وتباعد شبهها فسألته يوما حاجة يسيرة المقدار لبعض إخواني فردني منها ، فجعلت على نفسي أني لا أطأ له دارا ولا أجتمع معه في مكان خاص وكان المقتدر بالله قد أمر بأن تجعل شموع مسرجة في طيارات، وأن يجتهد في تحسينها ، ويلعب بها في () (2) في الليالي المظلمة بين يدي القصر الحسني اويكون جالسا بحيث يرى ذلك، فوقع ذاك التنافس وكان غريب الخال [62 آ] يجتهد في طيارات ايزينها، وبني بن نفيس زوج بنت فاطمة القهرمانة يفعل ذلك، وقاسم غلام صافي يفعل ذلك، فمضت لهم ليال وخرجت لهم صلات وتناشد الناس أبياتا وصف بها ما أحضره غريب الخال وينى من ذلك، فغضب قاسم هذا وتأخر ليلة، وحضر أولئك فقال صافي للمقتدر : وكان الأمر كله له - : ما للنار الليلة حسن ولا أعرف السبب في ذلك : - وقد عرفه - فقيل لم يحضر قاسم، فاحتال صافي في قيام المقتدر بالله فلم يقعد ولم يستقص النظر إليها. فلما كان الغد أحضرني صافي فقال لي : أيصف الناس نيران الخال وبني ، وتدع أنت وصف نار جارك وأخيك؟ وبحقى عليك ألا علمت في ذلك شعرا، فإن خرجت لك صلة، وإلا غرمت ذلك من مالي، واذكر ترك قاسم شرب النبيذ طاعة لي، وصوب رأيه في ذلك، وكان قد ترك النبيذ مديدة وأصلح بيني وبينه. فانصرفت وقلت أخاطب القاسم، ولولا أنه شعر يقبله القلب [62 ب] ويأذن له السمع ما ذكرته وهو:
أملث اليك ودا واعتصاما
وأهديث التحية والسلاما
عطفت عليك ؤدا لم يجبني
إلى هجر وقلبا مستهاما
رأينا قاسما قسم العطايا
وغالى بالمكارم أن ترامي
بلوت الناس عفوا واختبارا
فكان أجلهم عندي مقاما
وأوسعهم لمكرمة وفضل
وأكثرهم إذا شيلوا ابتساما
Halaman 75