له مالا ودواب، وبغالا، ووافى وصيف كامه ومعه «القثال» صاحب سبكري، فركب من باب الشماسية ومعه «القتال» وقد شهر على فيل ، وعليه برنس طويل، وبين يديه ثلاثة عشر أسيرا على الجمال، وعليهم درائع ديباج وبرانس. فركب ابن فادويه وابن شروين، اللذان استأمنا قبل الوقعة من عسكر سبكري مع وصيف كامه في أحسن زي، فخلع على «وصيف» وسور وطوق بطوق ذهب فيه جوهر فاخر، وكانت خلعة مشهورة في الحسن والسرو.
~~قال الصولي: ثم ورد كتاب [49 ب] أحمد بن إسماعيل أن وجه سبكري مع ما وجد معه، فدخل به صاحبه ومعه ابن الفرات من باب الشماسية وسائر القواد يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة تسع وتسعين ومائتين، وأركب السيكري الفيل وشهر ببرنس طويل وبين يديه الكرك يضربون بالطبول والصنوج، وخلفه (1) الليث بن علي على فيل آخر ، ومرت معهما جمال عليها مال وكسى وخيل وبغال أيضا كثيرة. وخلع على ابن الفرات وحمل وكان يوما مشهودا في الجلالة والحسن فلما رأيت ذلك ذكرت حديثا كان حدثناه صافي الحرمى قال: رأيت الخليفة للمقتدر بالله وهو صبي في حجر المعتضد بالله، والمعتضد بالله ينظه في دفتر كان كثيرا ما ينظر فيه وهو يقول له ويضرب على كتفه : كأني بملوك فارس قد أدخلوا إليك على الفيلة والجمال عليهم البرانس حتى لا يبقى بفارس منهم أحد . وكان صافي الحرمي حدثنا بهذا الحديث في الوقت الذي بويع فيه المقتدر بالله بالخلافة وجعل [50 آ] يدعو الله عز وجل بأن يحقق هذا القول، فكان والله كما قال، وقد حدث صافي بهذا الحديث خلقا من الناس في أوقات مختلفة.
~~قال أبو بكر : فدخلت على أبى الحسن علي بن محمد بن الفرات الوزير بعد إشهار شبكري بيوم ، وكنت قد شكوت منه جفوة قبل ذلك ، فهنأته بالظفر وعاتبته في اخر قصيدة عملتها وهي:
باكر صبوح لا عثب على الزمن
واشرب على حسن من نصرك الحسن
قد ناولتك يذ الأيام طاعتها
وصافحت أيدي الأعداء بالمحن
أما ترى العيش قد مالت جوانبه
وكان ( ) (2) عن جانب خشن
فاشعد بفيح توالت فيك أسعده
فأصبح الملك منه واسع العطن
أعيا الملوك على الأيام مطلبه
وطير الفكر فيه واقع الوسن
فحازه لك رأئ لا يصاحبه
عجز التأني ولا يقضي على الظنن
Halaman 65