بكتاب ابن الجراح، فأخد، وحبس ثم أطلقه ابن الفرات. وقلد الوزير علي بن محمد أخاه جعفر بن محمد ديوان المشرق والمغرب وأشاع أنه يخلفه عليهما. وقلد نزار بن محمد الكوفة وطساسيجها، وعزل عنها المسمعي في غرة ربيع الآخر، ثم عزل نزارا وولى الكرفة الطولوني .. وحدر أبا الحسن علي بن عيسى الجراح إلى واسط فوكل به هناك، ثم رد إلى بغداد. وخلع على أبي الأغر خليفة بن المبارك السلمي لغزاة الصائفة. وعظم أمر اسوسن» الحاجب غلام المكتفي بالله وتجبر، وأتى من الجهل بما لم يأت بمثله أحد قبله، واتهمه المقتدر بالله فوجه إليه: خذ من الرجال ما شئت ومن السلاح [41 ب] ما شئت ولي من الأعمال ما شعت، وخل عن الدار حتى نولها من تريد فأبى، وجعل يقول: أمره أخذته بالسيف لا أسلمه إلا بالسيف. فاحكم الأمر عليه ابن الفرات مع المقتدر بالله، وكان يدخل الميدان ومعه جماعة من غلمانه وأصحابه يستظهر بهم، فدخل يوما الميدان وتعالل «صافي الحرمي» وترك «سوسن» وجلس في رواق في طرف الميدان، فنزل «سوسن» ليعوده، فوثب إليه جماعة من الغلمان والخدم، فأخذوا سيفه، وأدخلوه بيتا، ولما سمع بذلك من كان معه تفرقوا، وقبض على كاتبه أنوس بن خيرهان النصرانى، وكان كثير التسمحب على ابن الفرات، فمات سوسن و أنوس كاتبه بعد أيام.
~~وقلد الحجبة أبو القاسم نصر القشوري، وضم إليه من كان مضموما إلى سوسن وكان «نصر» من أهل الفضل والعقل، وكان النصارى قد علا أمرهم في آخر أيام العباس بن الحسن، لأن ثتابه كانوا نصارى وغلبوا عليه ، [42 ا] فمنهم ابن نفاح كان أشدهم تقدما عنده، ومنهم أنوس كاتب سوسن، ومنهم أبو بشر وكان إليه أمر صناعة () (1) وغير هؤلاء، فرفع إلى المقتدر بالله في أمرهم فأمر فيهم بأمور عظيمة، وقال : الأوفق في استعمالهم أن يكون ذلك للطب والجهبذة، وكتب كثبا إلى الآفاق بقريب مما كانت الكتب نفذت في أمورهم في أيام المتوكل على الله، وقيلت في ذلك أشعار فقال سوار بن أبي شراعة من قصيدة (2) :
Halaman 58