Apakah Itu Sinema
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
Genre-genre
54
وحتى مع إتاحة التقنيات الجديدة التحكم في الصورة، فإن فكرة «السينما بوصفها استكشافا»، حيث لا يكون المخرج متحكما بالكامل، ما زالت لا غنى عنها. ويعتنق هذه الفكرة عن السينما اليوم بقدر كبير مخرجو «كاييه»، مثل أوليفييه أساياس، وأرنو ديبليشان الذي يتحدث عن «التنقيب في المشاهد.» وهو يعني بهذا تجاوز المرئي لكشف ما هو خفي أو مستتر داخل نص، أو داخل موقف، أو داخل الممثلين الذين يخوضون هذه الرحلة معه.
55
لم يفعل تقدم التقنية الرقمية إلا أن زاد من عدد المخرجين الذين يستحقون مشاهدة أفلامهم، والعمل على طائفة من الموضوعات الجديدة من خلال المصافي المختلفة لأساليبهم. بعضهم - مثل عباس كيارستامي في إيران، وجيا جونج-كي في الصين - تحولوا كليا إلى التقنية الجديدة، مادحين ملاءمتها ومطاوعتها واتساقها. ولم تزل فكرة السينما التي كشف عنها روجيه لينارت ملحة مهما تدفعها التكنولوجيا للأمام.
ويمكنها أن تأتي من أي مكان. في عام 2007، منحت سعفة «كان» الذهبية لمخرج روماني يعتنق أسلوبا أدبيا وجماليا أشادت به «كاييه». هذه المرة، التزمت لجنة التحكيم في مهرجان «كان»، وهي التي كثيرا ما تتأثر مع الأسف بالأبعاد الاقتصادية والسياسية لصناعة الترفيه، بالمبادئ الحاكمة للجوائز. وكما قال فرودون في شهر يونيو من ذلك العام بعد انتهاء المهرجان: [حقيقة أن لجنة التحكيم أعطت] الجائزة الكبرى لفيلم يتميز بالموهبة والإتقان، مثل فيلم «4 أشهر و3 أسابيع ويومان» (4 مانث، 3 ويكس، 2 دايز)، صنعه مخرج مجهول تماما، مثل كريستيان مونجيو، تدل على شيء بذاتها، وهو أكبر من مجرد لفتة لطيفة ... هذا الاختيار مستحق لأسباب عدة؛ أولها بالطبع الفيلم نفسه ومخرجه، لكن أيضا بسبب السينما الرومانية الصاعدة التي أشارت إليها «كاييه» مرارا على مدار العامين الماضيين، وساندتها في صعودها للأضواء، وأخيرا من أجل السينما الناشئة في كل مكان في العالم وآمالها في التجدد.
فتاتان ضعيفتان في المدينة. «أميلي»/«4 أشهر و3 أسابيع ويومان».
وعلى الرغم من أن «4 أشهر و3 أسابيع ويومان» يشبه «أميلي» في عرضه للحياة السرية لفتاة ضعيفة في مدينة كبيرة، فإن «4 أشهر و3 أسابيع ويومان» يقف على الضد من جماليات الفيلم الفرنسي من كل الطرق. بينما تتجول كاميرا جونيه في باريس، وتخترق الشقوق في إزارات جدران الشقق السكنية، وتتسلق قمم الجبال، وتظهر العالم المرئي بالكامل على الشاشة (فضلا عن الخيالات والرؤى - هذه السحب الجميلة على هيئة حيوانات)، فإن مونجيو يقتصر بصرامة على ما تراه وتواجهه بطلة فيلمه، أوتيليا. وبينما يربط جونيه بوضوح بين مئات القطع المتناثرة ليكون منها بضعة خطوط للحبكة، مفرطة في التفاصيل، منسوجة حول طريق أميلي المحير منذ ولادتها حتى عثورها على السعادة، فإن مونجيو يبسط بهدود لقطة طويلة للغاية تلو الأخرى ليصنع 16 ساعة من يوم واحد عصيب. لا يوجد هناك صوت راو يقرر ما ينبغي علينا أن نلحظه. بالطبع، هناك حذوفات كثيرة في زمن الفيلم البالغ 110 دقائق، وحذوفات أكثر كثيرا في المعلومات، تجعل المشاهد يجاهد ليستبطن ما تنوي أوتيليا عمله وما تفكر فيه.
ينحدر الفيلم الروماني من فيلم «أمبرتو دي» ومجازفة زافاتيني بصنع فيلم عن 24 ساعة في حياة شخص لا يحدث له شيء. وبينما يحدث الكثير في فيلم مونجيو، فإنه، مثل دي سيكا مخرج «أمبرتو دي»، مستعد لإنفاق وقت ثمين على أحداث صغيرة اعتيادية. يعطينا مونجيو معادل المشهد الذي اختاره بازان في «أمبرتو دي»، وهو لقطة في وقت الحدث، تظهر خادمة المنزل الحبلى وهي جالسة تطحن حبوب البن مديرة مقبض المطحنة مرة تلو الأخرى. في «4 أشهر»، تقودنا أوتيليا خلال الردهة في سكنها الجامعي؛ حيث تختبئ في الحمام، ثم تعثر على أصدقاء في غرفة أخرى تستخدم كسوق سوداء لمستحضرات التجميل، وتتوقف لتحنو على قطة تأويها مؤقتا طالبة أخرى لن نراها مجددا. هذا التتابع للمشاهد المصورة أيضا في الوقت الفعلي لحدوثه، يقدم الزمنية الكئيبة لعدد لا يحصى من الأيام المملة في رومانيا الاشتراكية، كل يوم يشبه الذي يليه، تقابله أحداث درامية مكثفة تتطور في اليوم الحادي والعشرين، الأسبوع الثالث، والشهر الرابع من حمل جابي.
كان من شأن لينارت أن يعرف كل لقاء مختصر في الردهة بأنه تقارب؛ صورة من العالم الأكبر توازي الأحداث المحددة التي تمر بها أوتيليا وجابي، أو تتجاوب معها: النظافة الشخصية، وجسد الأنثى أثناء الاغتسال، والتجارة السرية في السوق السوداء (ويشمل هذا أشرطة الفيديو المقرصنة) وراء الأبواب المغلقة، وقطة يتيمة تحتاج إلى الحماية. وكان من شأن مالرو أن يشيد كذلك بحذوفات مونجيو الحكيمة بسبب كل من الطريقة المرتبة التي تدفعنا بها هذه الحذوفات بقوة في قلب دراما أخلاقية بالأساس، والطريقة التي تجبرنا بها على محاولة تكوين عالم تواجهه الفتاتان بالمثل باعتباره ملغزا، وليس معطى بالكامل. يلح الغموض والتهديد حتى حين تتطور المشاهد بلا قطع: عشاء العائلة في شقة الرفيق؛ والمناقشات مع من سيجري عملية الإجهاض، ويتسمان بالحذق لدرجة أن القليل من المشاهدين يعرفون أي اتفاق قطع ومتى؛ وبجرأة وقسوة، تعرض عملية الإجهاض نفسها التي تتم على كيس بلاستيكي يغطي فرش سرير أحد الفنادق، من بدايتها لنهايتها.
السرير الفندقي هو أيضا موقع أهم حذف في الفيلم قبل حدوث الإجهاض بدقائق حيث يضاجع المجهض أوتيليا في إطار الاتفاق. هذا هو الخواء الأخلاقي غير المرئي في مركز كل من النظامين الاجتماعي والفيلمي، ثقبهما الأسود. لا يفرض مونجيو رقابة على نفسه حقا هنا؛ فالحدث البغيض يحدث في الغرفة بينما تنتظر جابي خارجها في الردهة، ثم في الحمام، مدركة تماما، مثلنا، ما يحدث على بعد أقدام منها. هذه هي اللقطة الوحيدة في الفيلم من وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر أوتيليا، مشيرة لشيء تقول أوتيليا، في آخر سطر في الحوار، إنها لن تتحدث عنه مرة أخرى. هذا عالم يجب علينا استحضاره من زوايا محدودة، وغالبا في ضوء خافت، ومن خلال قطع صغيرة من الحوار تعطينا لمحات عن الدوافع، وتشير إلى روابط متبادلة بين أشخاص لم نقابلهم من قبل لكن يجب علينا تخمين أدوارهم في الفيلم.
Halaman tidak diketahui