وقواعد التفكير السليم عند ديكارت هي: (1)
لا اعترف بصحة شيء ما لم أجده كذلك بلا تعجل أو استغراض. (2)
تجزئة الصعوبة إلى أجزاء، وحل كل منها على حدة. (3)
ثم التأمل بالترتيب ابتداء من الأشياء البسيطة التي يسهل فهمها، ثم الانتقال خطوة بعد خطوة إلى الأشياء الصعبة. (4)
الإحاطة والتعميم بحيث أثق أني لم أترك شيئا.
وهذه القواعد الأربع تشبه بل تطابق التدليل في نظريات إقليدس، ولكن هنا الفرق الأساسي بين بيكون التجريبي وبين ديكارت التفكيري؛ لأن البرهان عند ديكارت عقلي مهما قلنا إن منهجه يحوط هذه البراهين بما يمنع الخطأ، ولكن البرهان عند بيكون تجريبي، يجري باليد كما يجري بالعقل، أي: يجب أن نجرب أكثر مما نفكر، وهذا هو منهج المدرسة الإنجليزية على وجه عام، إذ هي مدرسة العلم وليست مدرسة الفلسفة، فقد حدث أن «جينر» الطبيب الذي اهتدى إلى لقاح الجدري أرسل إلى «هنتر» خطابا يقول فيه: «أنا أرتأي أن ...» فرد عليه هنتر بقوله: «لا ترتأي ولكن جرب».
منطق ديكارت يقول: «أقعد على كرسيك، وتأمل، وفكر بعقلك، واحترس من الخطأ بالقواعد الأربع التي ذكرت».
ولكن منطق بيكون يقول: «انهض، وشاهد بعينيك وافحص بسائر حواسك، ثم جرب بيديك».
وقد انتفعت الأبحاث التجريبية العلمية من منطق ديكارت من حيث النفور من التسليم بصحة الأقوال أو العقائد أو الفروض التي لم يفحص عنها، ولكن حضارة أوروبا القائمة هي ثمرة المنهج البيكوني، أي التجربة أو التفكير بالعقل واليد معا.
وعندما نتعمق مؤلفات ديكارت تتأكد لنا صحة القول بأنه ينزع إلى الفلسفة، وليس إلى العلم، فإنه يقول مثلا: إن هناك ثلاثة أنواع من التفكير هي: (1)
Halaman tidak diketahui