Selepas Pasca-Moden: Pengenalan yang Sangat Ringkas
ما بعد الحداثة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
نصا يفرض حالة من الضياع، نصا مزعجا (ربما إلى درجة الملل الأكيد)، نصا يزعزع افتراضات القارئ التاريخية، والثقافية، والنفسية ومدى اتساق أذواقه وقيمه وذكرياته أو ذكرياتها، ويخلق أزمة في علاقته أو علاقتها مع اللغة.
رونالد بارت، «متعة النص»، (1975)
رواية ما بعد الحداثة
كما يتضح في المثال المقتبس من رواية أبيش ، أدى الاتحاد الشديد الأهمية بين أفكار ما بعد الحداثة والثقافة الفنية - في أوروبا والولايات المتحدة - إلى نقد نسبي متشكك ومستمر لدعاوي محاكاة الواقع أو الواقعية في الفنون؛ إذ ساعدت شكوك ما بعد الحداثة الفلسفية حيال العلاقة الوصفية الدقيقة بين اللغة والعالم في ظهور نوع من الفن - بدءا من «الرواية الفرنسية الجديدة» وانتهاء بأدب الواقعية السحرية - يعتمد على خلق كل أشكال العلاقات الفوضوية المحفزة بين الواقع والخيال. وبناء على ذلك، يزعم برايان ماكهال أن الأسلوب «المهيمن» على أدب ما بعد الحداثة يتضمن شكا وجوديا حيال الطبيعة المتناقضة للعالم الذي يعرضه النص، ويشير إلى أعمال بيكيت وروب جريه وفوينتيس ونابوكوف وكوفر وبنشن لدعم وجهة نظره.
إن تقلب «العالم» الخيالي الذي نجد أنفسنا داخله وصعوبة إدراكنا له بأي طريقة موثوقة سمة جلية في الكثير من روايات ما بعد الحداثة، فكل شيء يقف حجر عثرة في سبيل تحقيق ذلك؛ بدءا من التناقض المنطقي البسيط في أعمال روب جريه، مرورا بجنون الارتياب المميز لأعمال بنشن، وانتهاء بروايات بارتلمي الخيالية الهزلية والقصص البوليسية المغلفة داخل قصص بوليسية أخرى كما في أعمال بول أوستر. ففي تلك الأعمال، تتناقض الحقائق البسيطة في عالم الرواية، وقد لا نجد مركزا إدراكيا يعتمد عليه، ويشتهر الراوي - مثل أويديبا ماس في رواية بنشن «مزاد على مجموعة الطوابع رقم 49» - في بعض الأحيان بارتباكه أو بجنونه؛ أي يعاني من تلك الحالة العقلية الغامضة التي تؤثر على عدد لا بأس به من أبطال ما بعد الحداثة.
كذلك تؤدي الشخصيات الدرامية - التي قد تجد طريقها إلى النص من التاريخ أو من أعمال أدبية أخرى كذلك - إلى ترسيخ حالة من اللايقين الوجودي؛ ومن ثم نجد الرئيس ريتشارد نيكسون يحاول إغراء الجاسوسة السوفييتية إثيل روزينبرج في الليلة التي تسبق إعدامها في رواية كوفر «الحرق في ميدان عام» (1977)؛ وفي رواية «راجتايم» (1975) ينطلق فرويد ويونج في رحلة عبر نفق الحب في مدينة ملاه أمريكية؛ بينما في قصة «المسيح يعظ هينلي ريجاتا» من مجموعة جاي دافينبورت القصصية «أناشيد الرعاة» (1981)، يقف كل من بيرتي ووستر (شخصية خيالية تنتمي لروايات الكاتب البريطاني بي جي ودهاوس)، والشاعر الفرنسي مالارميه، والرسام راءول دوفي (الذي أتي كي يرسم الأحداث وتكاد تدهسه سيارة من طراز جاجوار إكس كيه إي) جنبا إلى جنب على ضفة النهر.
تعكس أعمال ما بعد الحداثة المماثلة تناقضا شديدا مع الأعمال الأدبية الحداثية، بما فيها الأعمال الأشد تعقيدا التي تتبع أسلوب فوكنر أو جويس وتكاد تراعي دوما «قواعد اللعب النظيف» فيما يتعلق بعلاقة النص بعالم ممكن (تاريخيا)؛ بحيث يتمكن القارئ المثقف في جميع الأحوال تقريبا من إعادة تشكيل حل للغز أو استخدام سجل زمني متسق قائم على السبب والنتيجة استخداما ذكيا. لكن تلك بالضبط هي السمات التي يراعي أدب ما بعد الحداثة تفكيكها؛ فمن خلال عرض مواجهة بين عالم النص وعالمنا، يحقق أدب ما بعد الحداثة انتصارا تشككيا مقلقا على إحساسنا بالواقع؛ ومن ثم على ادعاءات التاريخ المقبولة. وقد أدى ذلك إلى ظهور عدد من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى نوع «القص الماورائي التأريخي» ما بعد الحداثي. يمزج هذا النوع الأدبي بين الموضوعات الخيالية والتاريخية، ويلمح ضمنيا أو يصرح بنقد ما بعد حداثي للقواعد الواقعية التي تحكم علاقة الأدب بالتاريخ، كما عرضنا لدى هايدن وايت وغيره في السابق.
أحد أشهر تلك الأعمال التي تتلاعب بمفهوم التاريخ كرواية وما يتصل به من مفارقات ترتبط بالماضي؛ هي رواية جون فاولز «عشيقة الملازم الفرنسي» (1969)، وهي قصة حب تدور أحداثها حول شاب مؤمن بالمبادئ الداروينية يدعى تشارلز، وخطيبته التقليدية إرينستينا، وامرأة شابة تجذب انتباه البطل تدعى سارة وودروف. لا تتضمن الرواية تعقيبا ساخرا من «المؤلف» على الأحداث المصورة فحسب (فالمؤلف يعرف داروين لكن بطله ما زال في بدايات اكتشاف التطور، ويدرك المؤلف كذلك أن بطلته لديها إيمان أولي بالفلسفة الوجودية، لكنها لا تدرك ذلك بالطبع؛ إذ تلجأ في النهاية إلى بيت الرسام روزيتي في منطقة تشيلسي هربا من حبكة فاولز)، بل تضم كذلك كشفا متعمدا لمناورات المؤلف؛ إذ يعرض تعليقا ما بعد حداثي على العصر الفيكتوري - يتضمن على سبيل المثال الاتجاهات الفيكتورية حيال الجنس - وعلى حبكة روايته التي تضاهي حبكات الروايات الفيكتورية - لا سيما روايات توماس هاردي - أو تعرض محاكاة ساخرة لها.
هذه القصة التي أرويها كلها من وحي الخيال. تلك الشخصيات التي ابتدعتها لم توجد قط خارج عقلي. إذا كنت قد تظاهرت حتى الآن أنني على علم بما يدور في عقول شخصياتي وبأعمق أفكارهم، فذلك يرجع إلى أني أكتب (بنفس الطريقة التي استوليت بها على بعض الكلمات وانتحلت طريقة للسرد) وفقا للأسلوب السائد عالميا في زمن قصتي الذي يضع الروائي في مرتبة تجاور مرتبة الإله، ومع أنه قد لا يتمتع بمعرفة كلية، فإنه يحاول التظاهر بذلك. لكني أعيش في عصر آلان روب جريه رولان بارت؛ ومن ثم إذا كان ما أكتبه رواية فمن المستحيل أن تتفق مع مفهوم الرواية الحديثة.
إذن ربما أكتب الآن سيرة ذاتية في شكل رواية، ربما أعيش الآن في منزل من المنازل التي استخدمتها في الأحداث الخيالية، ربما كان تشارلز هو أنا متنكرا. ربما كان الأمر كله لعبة. يوجد في الحياة نساء عصريات مثل سارة، لكني لم أفهمهن قط. أو ربما أحاول تقديم كتاب يضم مجموعة من المقالات متنكر في شكل رواية.
Halaman tidak diketahui