Luther: Pengenalan Ringkas Sangat
مارتن لوثر: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
ثمة صراعان آخران ورطا لوثر في جدل سياسي حرج قبل وفاته. أولهما تسبب فيه زواج فيليب حاكم هيسي - أحد أنصار البروتستانتية الأقوياء منذ عام 1524، وقائد اتحاد شمالكالد المحنك الذي اتهم بتعدد الزوجات - إذ تزوج عام 1540 من مارجاريته فون دير زاله دون تطليق زوجته كريستينا أميرة ساكسونيا التي أنجب منها عشرة أطفال. سعى فيليب تحت إصرار مارجاريته إلى الحصول على تأييد علماء اللاهوت الثلاثة: مارتن بوسر ولوثر وميلانشتون؛ على زواجه الثاني، بدعوى أن الجمع بين زوجتين هو وسيلته الوحيدة للخلاص الأخلاقي من خطيئته، وبالتهديد بتأييد الإمبراطور شارل إن لم يبارك الإصلاحيون زواجه الثاني، فجاءت موافقة لوثر وميلانشتون على الزواج على مضض في هيئة نصح سري أثناء اعتراف فيليب بخطاياه في الكنيسة، لكن فضح أمر الزيجة وألقي اللوم على جميع من تورطوا فيها، على اعتبار أنهم ارتكبوا خطأ فادحا. وتراجع بعض حلفاء فيليب البروتستانتيين عن تأييدهم له، عندما تنامى إلى علمهم أمر زواجه الثاني، ودمرت مصداقيته السياسية ما إن أعلن أنه وعد الإمبراطور شارل بالتزام الحياد لتلافي محاكمته بموجب القانون الإمبراطوري.
تولد الصراع الثاني عن نزاع طويل الأمد بين دوق فولفينبوتيل الكاثوليكي هنري من ناحية، والقائدين البروتستانتيين فيليب وجون فريدريك من ناحية أخرى؛ إذ فاقمت مجموعة من الأحداث في عام 1938 النزاع بين الفريقين، حتى لجأا إلى هجاء أحدهما الآخر في المواد المطبوعة التي زخرت بالسخرية والإهانات الفجة والألفاظ البذيئة، وطلب من لوثر آنذاك الرد على إحدى مقالات هجاء جون فريدريك، الذي صوره هنري على أنه وحش وكافر وسمين وكاذب وسكير ومهرطق، واتهمت الرسالة لوثر أيضا بأنه وصف أميره بأنه مهرج يرتدي النقانق حول عنقه، فنفى لوثر ذلك، وقلب الطاولة على هنري بوصفه بالمثل، وندد به باللغة الفجة البذيئة نفسها التي استخدمها الأخير ضد الناخب جون فريدريك.
لم يجد منشور لوثر «ردا على المهرج» في إنهاء الصراع بين الأمراء المتنازعين أو تعزيز سمعة لوثر كناقد سياسي ساخر، لكنه أظهر تداخل السياسة مع الدين في حياة لوثر بأسرها، والترسيخ المبدئي لحركة الإصلاح الديني في ألمانيا في عام 1555. منحت شروط حركة الإصلاح الديني الأمراء ومجالس بلديات المدن التي التزمت بإقرار أوجسبورج حق تبني المذهب اللوثري على أراضيها دون تدخل الإمبراطور أو أي سلطة أخرى، و«أن تتمتع بمعتقداتها الدينية وطقوسها وشعائرها وغيرها من الحقوق والمزايا الأخرى في سلام». وكفلت الشروط للمقاطعات والأمراء الذين تشبثوا «بدينهم القديم» الحقوق نفسها، بالإضافة إلى ذلك لا يسمح لمقاطعة «بمحاولة دعوة رعايا المقاطعات الأخرى لنبذ دينهم». ولم تكن ألمانيا المنقسمة على نفسها بسبب الدين هي النتيجة التي تخيلها لوثر عندما أعلن أن كل ما يريده هو «إيقاظ وإعمال فكر من يستطيعون ويبغون مساعدة الأمة الألمانية على أن تعود حرة ومسيحية من جديد، بعد حكم البابا التعس الوثني المخالف لتعاليم المسيحية». كما لم تكن ألمانيا هذه جزءا من المملكة العالمية المجيدة التي خططت للإمبراطور شارل على يد مستشاره الأكبر السابق ميركورينو من منطقة جاتينارا. كان شارل بحلول عام 1556 قد فاض به من السياسة، وبدأ يتخلى عن أراضي إمبراطوريته المتفرقة واحدة تلو الأخرى، وانتقلت إدارة ما تبقى من إمبراطوريته إلى أخيه الدوق فيرديناند حاكم النمسا، فيما تقاعد هو عام 1557، وعاش في منزل في قشتالة قريب من دير يوست، وأمضى شارل الثمانية عشر شهرا المتبقية من حياته في العناية بحديقته، وإشباع نهمه للأطعمة الشهية، وعزف الفلوت والتباهي بمقتنياته والصيد.
هوامش
الفصل السابع
من راهب إلى رب أسرة
أطلقت الخلافات حول الممارسات الدينية حركة الإصلاح الديني. ففي إنجلترا أطلقتها رغبة الملك هنري الثامن في أن يخلف وريثا ذكرا ، وفي فيتنبرج استفزت المبالغ الباهظة المطلوبة لشراء صكوك الغفران لوثر وحثته على كتابة رسالاته الخمس والتسعين. أما في مدينة زيوريخ فقد أطلقها انتهاك طقوس الصيام، فيما أطلقها في مدينة ستراسبورج الخلاف الذي نشأ حول حق رجال الدين في الزواج. وكان الخلاف الأخير مهما بقدر الخلافات الأخرى، إن لم يفقها أهمية؛ ففي أوروبا الغربية، لم يفرض بإصرار شرط امتناع القساوسة (غير المترهبنين) عن الزواج إلا منذ القرن الثاني عشر، رغم أن أقدم الأنظمة الرهبانية فرضت على الرجال والنساء أن يأخذوا على أنفسهم وعودا بالعزوبية، ولم يكن الدافع وراء مطالبة الإصلاحيين بحق رجال الدين في الزواج هو الرغبة في الرفقة والممارسة الجنسية والإنجاب وحسب، فقد تمتع القساوسة الذين أقاموا مع الخليلات بكل ذلك، وكان عددهم كبيرا بما يكفي لأن يبيح الأساقفة لهم ذلك بعتاب يسير. وقد رأى الإصلاحيون أن منح رجال الدين حق الزواج سيحول دون هذا النفاق، وأنه لا يوجد في الكتاب المقدس ما يمنع الزواج؛ فالزواج مؤسسة يباركها الله ويتيحها لكل من يرغب، ولا تستطيع إلا قلة قليلة، في رأيهم، أن تحتفظ بعزوبيتها وتمتنع عن العلاقات الجنسية. من ثم اعترف إصلاحي زيوريخ أولريش زفينجلي وعشرة من زملائه في التماسهم الذي قدموه عام 1522 لأسقف قسطنطين للحصول على إذن بالزواج:
بما أننا حاولنا وفشلنا للأسف في أن نطيع قانون العزوبية، اكتشفنا أننا حرمنا من تلك النعمة، وأمعنا تأمل أنفسنا كثيرا لنتوصل إلى طريقة نعالج بها محاولاتنا البائسة لإدراك العفة.
كان زواج رجال الدين وفقا لأنصار حركة الإصلاح الديني من الأدلة العلنية التي تشهد على الحرية المسيحية وعلى الرسالة الأساسية لحركة الإصلاح، والتي أوضحوها بلا شك. إن الشيء الصادم في زواج آندرو كارلشتادت من آنا فون موخاو - الذي أشرنا إليه في الفصل السابق - لم يكن أن عمر كارلشتادت تجاوز ضعف عمر آنا، بل الصادم هو أن الزيجة تمت من الأساس. أعلنت خطوبتهما في حضرة زملاء كارلشتادت؛ يوستوس يوناس وفيليب ميلانشتون، اللذين صاحبا كارلشتادت إلى قرية خطيبته، وأوضح إعلان الخطوبة، الذي أرسله إلى الناخب فريدريك، الرابط بين الحرية المسيحية والزواج. كما احتفل أولرايش زفينجلي وآنا راينهارت - وهي أرملة لها ثلاثة أبناء، خطبها الأخير سرا لعامين - بزفافهما علنا عام 1524 في كاتدرائية زيوريخ، وأبقيت الخطبة، التي تعد مكافئة للزواج، سرا لأسباب سياسية وعائلية حساسة. أما الإصلاحي مارتن بوسر فوصل إلى ستراسبورج متزوجا، بعد أن ترك مجتمع الرهبان الدومينيكي وتزوج من راهبة سابقة تدعى إليزابيث زيلبرأيزن عام 1522. وفي عام 1524 أشرف على طقوس زواج ماثيو زيل أول الوعاظ البروتستانت بالبلدة من كاثارينا شوتس، وهي نفسها من أنصار حركة الإصلاح، وقد نشرت دفاعا جريئا عن زواجها من ماثيو، ذكرت فيه أنها تمجد الرب بزواجها من قس، وتدعم غيرها من النساء اللائي قمن بالمثل، متبعة ما أباحه الله صراحة، وموضحة بديلا مقدسا للسلوك الفاضح الذي تبناه بعض القساوسة باتخاذهم عشيقات. وقد جذب حفل زفافهما حشدا كبيرا من المؤيدين لهما من مواطني البلدة وممن انتابهم الفضول. وفي عام 1523، أصبح زميل لوثر الأوغسطيني السابق فينسيل لينك راعي الأبرشية البروتستانتية في بلدة ألتنبورج التي تقع على بعد حوالي 75 ميلا جنوبي فيتنبرج، ثم أعلن أنه سيتزوج، فألغيت محاضرات علم اللاهوت في فيتنبرج أثناء حضور لوثر وكثير من زملائه الزفاف.
شكل 7-1: كاثارينا فون بورا، بريشة لوكاس كراناش، 1528.
Halaman tidak diketahui