Luther: Pengenalan Ringkas Sangat
مارتن لوثر: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
هوامش
الفصل الرابع
إنجيل لوثر
لم يكن مارتن لوثر ليعزو الإنجيل لنفسه قط، لكن ثمة أسباب وجيهة لتسمية هذا الفصل بهذا الاسم؛ «إنجيل لوثر». لقد أمضى لوثر وقتا أطول في ترجمة الإنجيل مما أمضاه في تأليف أي كتاب آخر، وظلت ترجمته إلى اللغة الألمانية بمساعدة زملائه (التي ما تزال تدعى إلى الآن بإنجيل لوثر) رمزا ثقافيا لقرابة 500 عام. وكانت ترجمة لوثر للعهد الجديد التي أتمها في غضون ثلاثة أشهر في فارتبورج الأكثر مبيعا آنذاك، فبعد أن نشرت في سبتمبر عام 1522 - لتعرف من ثم ب «عهد سبتمبر» - نفد ما بين 3000 و5000 نسخة منها في غضون ثلاثة أشهر، وصدرت في ديسمبر طبعة جديدة منها، ثم ظهرت طبعات أخرى يقارب عددها المائة طبعة على مدى الاثني عشر عاما التالية، حتى بلغ عدد نسخ ترجمة لوثر للعهد الجديد، التي وزعت في البلاد بحلول الوقت الذي صدر فيه إنجيل فيتنبرج الكامل قبل عام 1534؛ حوالي 200 ألف نسخة.
على الرغم من ذلك، لم ير لوثر قط أن ترجمته هي الترجمة الوحيدة المقبولة للإنجيل؛ فلم يستهزئ بمحاولات العلماء الآخرين لمساعدته، ولم يثبط عزمهم على إصدار تراجم لهم. وبعد أن صدرت الطبعة الإغريقية والنسخة اللاتينية من العهد الجديد لإراسموس عام 1516 وعام 1519، استخدمهما في دراساته وتراجمه. وكاتب من قلعة فارتبورج، التي أوى إليها في أواخر عام 1521، جون لانج أخاه في المذهب الأوغسطيني قائلا:
سأظل مختبئا هنا حتى عيد الفصح، وأنوي أثناء تلك الفترة أن أكتب تعليقات توضيحية على الإنجيل، وأن أترجم سفر العهد الجديد إلى العامية كما يرغب أصدقاؤنا. سمعت أنك تقوم بالمثل. واصل ما بدأت. آه لو أن لكل مدينة مترجمها الخاص، وأمكن العثور على هذا الكتاب بكل اللغات، ووصل إلى جميع الأيدي والأبصار والأسماع والقلوب.
تشير التعليقات التي يذكرها لوثر هنا، إلى إرشادات القراءة والوعظ عن النصوص الإنجيلية من أجل أيام الآحاد والأعياد في العام الكنسي. وقد أوفى لوثر بعهده، وصدرت أول ثلاث مجموعات لعيد المجيء الثاني للمسيح وعيد الميلاد في عام 1521 و1522، ثم نشر قبل وفاته سبع مجموعات من التعليقات التوضيحية، بعضها احتوى على تكرارات ومراجعات لم يكتبها لوثر وحررت ونشرت. لم يهدف لوثر إلى أن تكون هذه المجموعات خطبا نموذجية؛ فقد تباينت تباينا كبيرا في أسلوبها وطولها، ولم تكن مناسبة لقراءتها على الحشود المجتمعة بالكنيسة، غير أن بعض الفقرات القصيرة بها تتسم بالخيال الخصب وبالقوة، كالتعليق التالي للوثر على قصة الميلاد:
عندما قدما [مريم ويوسف النجار] إلى بيت لحم كانا من المستتفهين المزدرين. كان عليهما أن يفسحا للجميع حتى اقتيدا إلى إسطبل، اضطرا فيه إلى مشاطرة الحيوانات في الإقامة والطعام والنوم، فيما احتل الكثير من الأوغاد بالحانة مناصب الشرف وعوملوا كالأسياد. لم ينتبه أحد أو يفهم ما الذي يفعله الرب في إسطبل للحيوانات. ترك المنازل الكبيرة والغرف الباهظة خاوية، لكن سمح لهم أن يأكلوا ويشربوا وأن يبتهجوا، إلا أن هذا العزاء - وهذا الكنز [في المزود] - خفي عن أهل بيت لحم. لا شك أن ظلام بيت لحم كان حالك السواد حتى يخفي معه هذا النور.
حفظ لوثر أيضا جزءا كبيرا من الإنجيل عن ظهر قلب، لا سيما سفر المزامير الذي أنشده هو وغيره من الرهبان يوميا، وتمتلئ محاضراته عن أسفار الإنجيل على مدى أربعة وثلاثين عاما بإشارات لفقرات من الإنجيل استشهد بها من ذاكرته، ولكن ليس كما وردت بالضبط باللغة العبرية أو الإغريقية أو اللاتينية أو الألمانية، بل إن لوثر لم يترفع عند ترجمة الإنجيل عن إضافة كلمة إلى النص الأصلي لتعزيز معنى الفقرة. ومن الأمثلة الواضحة، والمثيرة للجدل، على ذلك هو إضافته لكلمة «وحده» إلى نص رسالة رومية في الآية الثامنة والعشرين من الإصحاح الثالث التي تقول: «رأينا إذا أن الإنسان يتبرر بالإيمان [وحده]، بدون أعمال الناموس.» وقد أوضح ردا على نقد هذه الإضافة أنها لا تعبر وحسب عن روح النص، ولكنها كذلك من أساليب الألمانية الفصيحة، وتجعل النص المترجم أكثر وضوحا وقوة. فقد رأى أن ترجمته يجب أن تعبر عن روح اللغة الألمانية لا الإغريقية أو اللاتينية، وعلى المترجم ألا يسأل النص اللاتيني كيف يتحدث بألمانية فصيحة، بل يجب أن ترشده «لغة الأم في المنزل، والأطفال في الشارع، والعامة في الأسواق».
على الرغم من أن نص الإنجيل لم يترجم دائما حرفيا، فقد ظل مأخوذا على محمل الجد. ورفض لوثر فكرة أن الكتاب المقدس ك «أنف من الشمع» أو «ضلع أعوج» يمكن أن يطوع لدعم الآراء الشخصية، فتعزيز المعنى الأصلي للفقرة الواردة باللغة الإغريقية أو العبرية بجعلها تتحدث باللغة الألمانية؛ يختلف عن تحميلها معنى خارجا عن نصها لكون هذا يتفق مع آراء المترجم. وعندما يتعذر فهم النص العبري أو الإغريقي، وتتعارض المخطوطات القديمة بهاتين اللغتين بعضها مع بعض؛ قد يصبح المعنى الدقيق للفقرة ملتبسا، ولاكتشاف المعنى لم يعتمد لوثر على مهارته اللغوية وحسب، حتى عندما ترجم رسائل العهد الجديد، وهي مهمة - حسبما أقر - فاقت قدرته. ففضلا على الاسترشاد بنسخة إراسموس اللاتينية، استعان على أقل تقدير بإنجيل أو اثنين من الأناجيل الألمانية الثمانية عشرة المطبوعة التي كانت متوفرة قبل عام 1522، وأرسل قبل عودته إلى فيتنبرج جزءا من ترجمته إلى سبالاتين الذي أرسلها بدوره إلى ميلانشتون أستاذ اللغة الإغريقية الجديد بجامعة فيتنبرج، والذي نقح معه المسودة الأولى للترجمة في الفترة ما بين عودته إلى فيتنبرج في مارس ونشر العهد الجديد بالألمانية في سبتمبر.
Halaman tidak diketahui