فقيل : تمن الثانية . قال : ضرب كل واحد منكم بهذا الكذين ثلاث ضربات : واحدة شديدة ، وأخرى متوسطة ، وأخرى دون ذلك. قال : فارتاب الملك ومكث طويلا، ثم قال لجلسائه : ماترون ؟ قالوا : لا نرى أن تبطل ستة سنها آباؤك، قالوا : فيمن تبدأ ؟ قال : أبدأ بالملك ابن الملك الذى سن هذه السنة . فنزل (الملك) من سريره ، ورفع القصار الكذين فضرب به اصل قفاه فسقط على وجهه . فقال الملك فى نفسه : ليت شعرى ، أى الضربات هذه ؟ والله لئن كانت الهينة ثم جاءت الوسطى والشديدة لأموتن ، ونظر إلى الحرس وقال : يا أولاد الزنا تزعمون أنه لم يصل ، أنا والله رأيته يصلى ، خلوا سبيله ، واهدموا الغريين . فضحك حتى جعل يفحص ترجله ، وأقبل على واستحبنى (1) ووصلنى .
حكى بكار بن ماهويه ، أن ملكا من ملوك الهند له وزير يعمل يرأبه . وكانت البراهمة تبغض ذلك الوزير ، وتتمنى موته أو موت الملك ، ليستريحوا منه . فمات الملك وصار ابنه فى مكانه ، واتخذ ذلك الوزير وزيرا كما كان لأبيه . فتقل ذلك على البراهمة فاحتالوا له . وملوك الهند لا تخالف البراهمة ، لأنهم اصحاب الدين والزهد فى الدنيا . فاحتالت البراهمة بكتاب افتعلوه على لسان الملك الميت ، وشبهوه يخطه وبكلامه وخاتمه ، إلى ابنه يعلمه أنه قد صار إلى كل ما يحب وإلى كل خير ونعيم . وأنه لايفقد شيئا إلا وزيره ذلك . وسأله أن يبره ويؤنسه بالبعث يه ، ودسوا الكتاب مع رجل زعموا للملك أنه كان مات مم عاش . وأن الملك أرسله بكتابه إلى ابنه . فلما صار الكتاب إلى الملك الثانى بن الملك الأول اغتم لذلك ، ولم يشك أن الخبرحق . فدعا وزيره فدفع إليه
Halaman 126