Luqtat Cajlan
لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
Penerbit
دار الكتب العلمية-بيروت
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٠٥-١٩٨٥
Lokasi Penerbit
لبنان
Genre-genre
Bibliografi dan Panduan
البروج والمنازل لَا يعدوانها يَعْنِي بهما تحسب الْأَوْقَات والآجال فَإِن قيل أَن أَوْقَات الصَّلَوَات مَوْقُوفَة على سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار طَوِيلَة كَانَت أَو قَصِيرَة فَيجب أَن يصلى ثَلَاث صلوَات فِي سِتَّة أشهر وصلاتين فِي السِّتَّة الْأُخْرَى وَكَذَلِكَ الصَّوْم فِي الشَّرْع إِنَّمَا يجب بِطُلُوع الْقَمَر فِي أول الشَّهْر وعَلى هَذَا إِذا طلع الْقَمَر على سكان تَحت القطب بحركته الْخَاصَّة يَصُوم من هُنَاكَ بطلوعه وَإِذا سَار نَحْو الْجنُوب يفْطر من بهَا بسيره
قلت هَذِه الصُّورَة تخَالف مَقْصُود الشَّرْع ومقصود الْآيَات الْكَرِيمَة بِوُجُوه أَحدهَا إِن انقسام أَوْقَات الصَّلَاة على سَاعَات الْيَوْم وَاللَّيْلَة إِنَّمَا يتَعَلَّق بحركة أولية هِيَ أسْرع الحركات بحركة الشَّمْس الْخَاصَّة بهَا فِي فلكها قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَهُوَ الَّذِي جعل اللَّيْل وَالنَّهَار خلفة لمن أَرَادَ أَن يذكر أَو أَرَادَ شكُورًا﴾ أَي يخلف أَحدهمَا صَاحبه إِذا ذهب أَحدهمَا جَاءَ الآخر فهما يتعاقبان فِي الضياء والظلام وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فَمن فَاتَهُ عمله فِي أَحدهمَا قَضَاهُ فِي الآخر
وَالْمعْنَى يذكر بِاللِّسَانِ أَو الْقلب أَو يشْكر نعْمَة ربه عَلَيْهِ بالجسد والجوارح فَعلم من هَذِه الْآيَة أَن الْيَوْم وَاللَّيْل المتعلقين بالحركة الأولية هما المتعينان للذّكر وَالشُّكْر وَالصَّوْم دَاخل فِي الشُّكْر لِأَن الصَّائِم يصون بدنه بترك الْغذَاء لله تَعَالَى وَثَانِيها أَن الصَّلَاة إِنَّمَا فرضت لأجل أَن يتَوَجَّه العَبْد إِلَى خالقه سَاعَة فساعة بفاصله يسيرَة ومسافة قَليلَة ويعبده هَكَذَا حَتَّى يستولي لون التَّوَجُّه وَالْعِبَادَة على روحه وَنَفسه وَيذْهب عَنهُ صبغ الْغَفْلَة والسكرة فَإِن تقع هَذِه الْقَضِيَّة فِي عَام خمس مَرَّات لَا تُؤثر فِي الرّوح والجسد أصلا بل تنس
وَكَذَلِكَ الصَّوْم إِن امْتَدَّ إفطاره إِلَى سِتَّة أشهر فِي حق سكان تِلْكَ الأَرْض لَكَانَ لَهُم تَكْلِيف بِمَا لَا يُطَاق فَإِن الإمتناع من الْأكل وَالشرب إِلَى هَذِه الْغَايَة الطَّوِيلَة مهلك فِي مجاري الْعَادَات وَقد نطق الْكتاب الْعَزِيز بِنَفْي هَذَا التَّكْلِيف قَالَ تَعَالَى ﴿لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا﴾
1 / 195